به (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ) يبعث الملائكة بالوحى والتنزيل والمصيبة (١)(ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) يصعد إليه ، يعنى الملائكة (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ) مقدار صعوده على غير الملائكة (أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥)) من سنى الدنيا (ذلِكَ) المدبر (عالِمُ الْغَيْبِ) ما غاب عن العباد وما يكون (وَالشَّهادَةِ) ما علمه العباد وما كان (الْعَزِيزُ) بالنقمة من الكفار (الرَّحِيمُ (٦)) بالمؤمنين (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) أحكم كل شىء خلقه (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ) يعنى آدم (مِنْ طِينٍ (٧)) أخذ من أديم الأرض (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ) ذريته (مِنْ سُلالَةٍ) نطفة (مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٨)) من نطفة ضعيفة من ماء الرجل والمرأة (ثُمَّ سَوَّاهُ) جمع خلقه فى بطن أمه (وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ) وجعل الروح فيه (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ) خلق لكم السمع لكى تسمعوا به الحق والهدى (وَالْأَبْصارَ) لكى تبصروا بها الحق والهدى (وَالْأَفْئِدَةَ) يعنى القلوب لكى تفقهوا بها الحق والهدى (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٩)) شكركم بما صنع إليكم قليل (وَقالُوا) يعنى أبا جهل وأصحابه (أَإِذا ضَلَلْنا) هلكنا (فِي الْأَرْضِ) بعد الموت (أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) نجدد بعد الموت هذا ما لا يكون (بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ) بالبعث بعد الموت (كافِرُونَ (١٠)) جاحدون.
(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١) وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤) إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥) تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٧) أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠))
__________________
(١) انظر تفسير الطبرى (٢١ / ٥٨) ، وزاد المسير (٦ / ٣٣٣) ، والدر المنثور (٥ / ١٧١).