(قُلْ) لهم يا محمد (يَتَوَفَّاكُمْ) يقبض أرواحكم (مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ) بقبض أرواحكم (ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١)) فى الآخرة (وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ) المشركون (ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ) مطأطئ رؤوسهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ) يوم القيامة (رَبَّنا) يقولون : يا ربنا (أَبْصَرْنا) علمنا ما لم نعلم (وَسَمِعْنا) أيقنا بما لم نكن به موقنين (فَارْجِعْنا) حتى نؤمن بك (نَعْمَلْ صالِحاً) خالصا (إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢)) مقرون بك وبكتابك ورسولك وبالبعث بعد الموت (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا) لأعطينا (كُلَّ نَفْسٍ هُداها) تقواها (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ) وجب القول (مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) من كفار الجن والإنس (أَجْمَعِينَ (١٣)) لو لا ذلك لأكرمت كل نفس بالمعرفة والتوحيد (فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ) تركتم الإقرار والعمل (لِقاءَ يَوْمِكُمْ) بلقاء يومكم (هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ) تركناكم فى النار (وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ) الدائم (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤)) فى الكفر (إِنَّما يُؤْمِنُ) يصدق (بِآياتِنَا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا) دعوا (بِها) إلى الصلوات الخمس بالأذان والإقامة (خَرُّوا سُجَّداً) أتوا تواضعا (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) صلوا بأمر ربهم (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥)) لا يتعاظمون عن الإيمان بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن والصلوات الخمس فى الجماعة ، نزلت هذه الآية فى شأن المنافقين وكانوا لا يأتون الصلاة إلا كسالى متثاقلين.
(تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) تتقلب جنوبهم عن الفراش ، حتى يصلوا صلاة العشاء الآخرة ، ويقال : ترتفع جنوبهم عن الفراش بعد النوم بالليل والصلاة التطوع (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) يعبدون ربهم بالصلوات الخمس ، ويقال : بصلاة التطوع (خَوْفاً) منه ومن عذابه (وَطَمَعاً) إليه وإلى رحمته (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) أعطيناهم من المال (يُنْفِقُونَ (١٦)) يتصدقون به (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ) فلا تعلم أنفسهم (ما أُخْفِيَ لَهُمْ) ما أعد لهم وما رفع لهم وما ذخر لهم (مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) من طيبة النفس والثواب والكرامة فى الجنة (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٧)) فى الدنيا من الخيرات (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً) مصدقا فى إيمانه وهو على بن أبى طالب ، عليهالسلام (كَمَنْ كانَ فاسِقاً) منافقا فى إيمانه وهو الوليد بن عقبة بن أبى معيط (لا يَسْتَوُونَ (١٨)) فى الدنيا بالطاعة وفى الآخرة بالثواب والكرامة عند الله ، وكان بينهما كلام وتنازع ، حتى قال