على بن أبى طالب ، رضى الله عنه : يا فاسق ، ثم بين مستقرهما بعد الموت ، فقال : (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الخيرات فيما بينهم وبين ربهم (فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً) منزلا ثوابا لهم فى الآخرة (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩)) فى الدنيا من الخيرات (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا) نافقوا فى إيمانهم (فَمَأْواهُمُ) فمصيرهم (النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) من النار (أُعِيدُوا) ردوا (فِيها) فى النار بمقامع الحديد (وَقِيلَ لَهُمْ) قالت لهم الزبانية (ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ) فى الدنيا (تُكَذِّبُونَ (٢٠)) أنه لا يكون.
(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (٢٢) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (٢٤) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (٢٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (٢٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٨) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (٣٠))
(وَلَنُذِيقَنَّهُمْ) لنصيبهم ، يعنى كفار مكة (١)(مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى) من عذاب الدنيا بالقحط والجدوبة والجوع والقتل وغير ذلك ، ويقال : عذاب القبر (دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ) قبل عذاب النار يخوفهم بذلك (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١)) عن كفرهم فيتوبوا (وَمَنْ أَظْلَمُ) ليس أحد أعتى وأظلم (مِمَّنْ ذُكِّرَ) وعظ (بِآياتِ رَبِّهِ) بالقرآن (ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها) جاحدا بها (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) من المشركين (مُنْتَقِمُونَ (٢٢)) بالعذاب (وَلَقَدْ آتَيْنا) أعطينا (مُوسَى الْكِتابَ) التوراة جملة واحدة (فَلا تَكُنْ) يا محمد (فِي مِرْيَةٍ) فى شك (مِنْ لِقائِهِ) من لقاء موسى ليلة أسرى بك إلى بيت المقدس (وَجَعَلْناهُ) يعنى كتاب موسى (هُدىً لِبَنِي
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢١ / ٦٥) ، وزاد المسير (٦ / ٣٤٠) ، والقرطبى (١٤ / ١٠١) ، والدر المنثور (٥ / ١٧٧).