الدِّينِ (٧٨) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٨٠) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٨١) قالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) قالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (٨٤) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٥) قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ (٨٦) إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ (٨٧) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (٨٨))
(قُلْ) يا محمد (إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ) رسول مخوف (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ الْواحِدُ) بلا ولد ولا شريك (الْقَهَّارُ (٦٥)) الغالب على خلقه (رَبُّ السَّماواتِ) خالق السموات (وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) من الخلق والعجائب (الْعَزِيزُ) هو العزيز بالنقمة لمن لا يؤمن به (الْغَفَّارُ (٦٦)) لمن تاب وآمن به (قُلْ) يا محمد (هُوَ) يعنى القرآن (نَبَأٌ) خبر (عَظِيمٌ (٦٧)) كريم شريف فيه خبر الأولين والآخرين (أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨)) مكذبون به تاركون له (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى) يعنى الملائكة لو لم أكن رسولا (إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩)) إذ يتكلمون حين قالوا : (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) الآية ، (إِنْ يُوحى) ما يوحى (إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ) رسول مخوف (مُبِينٌ (٧٠)) بلغة تعلمونها ، ثم بين خصومة الملائكة ، فقال : اذكر يا محمد لهم : (إِذْ قالَ) قد قال (رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ (٧١)) يعنى آدم عليهالسلام ، (فَإِذا سَوَّيْتُهُ) جمعت خلقه (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) جعلت الروح فيه (فَقَعُوا لَهُ) فخروا له (ساجِدِينَ (٧٢) فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٧٣)) لآدم (إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ) تعظم عن السجود لآدم (وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٧٤)) صار من الكافرين بإبائه عن أمر الله (قالَ) الله له (يا إِبْلِيسُ) يا خبيث (ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) صورت بيدى (أَسْتَكْبَرْتَ) عن السجود لآدم (أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ (٧٥)) من المخالفين لأمرى (قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (٧٦)) فالنار تأكل الطين ، فلذلك لم أسجد له (قالَ) الله له (فَاخْرُجْ مِنْها) من صورة الملائكة ، ويقال : من الأرض (فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٧٧)) ملعون مطرود من رحمتى وكرامتى (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي) عذابى وسخطى ، ويقال : أجلاه الله إلى جزائر البحر ولا يدخل فيها إلا كهيئة السارق ، وعليه أطمار يروغ فيها (إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٧٨)) يوم الحساب (قالَ) إبليس (رَبِ) يا رب (فَأَنْظِرْنِي) فأجلنى (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٧٩)) من القبور ، أراد الخبيث أن لا يذوق الموت (قالَ) الله