(فَقَضاهُنَ) خلقهن (سَبْعَ سَماواتٍ) بعضها فوق بعض (فِي يَوْمَيْنِ) طول كل يوم ألف سنة (وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) خلق لكل سماء أهلا وأقر لها أمرها (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) الأولى (بِمَصابِيحَ) بالنجوم (وَحِفْظاً) وحفظناها بالنجوم من الشياطين ، فبعض النجوم زينة السماء لا يتحرك ، وبعضها يهتدى به فى ظلمات البر والبحر ، وبعضها رجوم للشياطين (ذلِكَ تَقْدِيرُ) تدبير (الْعَزِيزِ) بالنقمة لمن لا يؤمن به (الْعَلِيمِ (١٢)) بتدبيره ، وبمن آمن به ، وبمن لا يؤمن به (فَإِنْ أَعْرَضُوا) أى كفار مكة عن الإيمان هم عتبة وأصحابه ، (فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ) خوفتكم بالقرآن (صاعِقَةً) عذابا (مِثْلَ صاعِقَةِ) مثل عذاب (عادٍ وَثَمُودَ (١٣) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ) من قبل عاد وثمود وقالوا لقومهم (وَمِنْ خَلْفِهِمْ) من بعدهم أيضا جاءت الرسل إلى قومهم ، وقالوا لقومهم (أَلَّا تَعْبُدُوا) أن لا توحدوا (إِلَّا اللهَ قالُوا) كل قوم لرسولهم (لَوْ شاءَ رَبُّنا) أن ينزل إلينا رسولا (لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) من الملائكة الذين عنده (فَإِنَّا بِما أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافِرُونَ (١٤)) جاحدون ما أنتم إلا بشر مثلنا.
(فَأَمَّا عادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (١٥) فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (١٦) وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٧) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (١٨) وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩) حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٠) وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١) وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢٢) وَذلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْداكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (٢٤) وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (٢٥) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (٢٦)
__________________
وزاد المسير (٧ / ٢٤٥) ، ومفاتيح الغيب (٢٦ / ٦٠٩).