فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٧) ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ (٢٨))
(فَأَمَّا عادٌ) قوم هود ، عليهالسلام ، (فَاسْتَكْبَرُوا) تعظموا عن الإيمان (فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ) بلا حق كان لهم (وَقالُوا) لهود (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً) بالبدن والمنعة فيهلكنا (أَوَلَمْ يَرَوْا) أولم يعلموا (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) منعة يقدر على إهلاكهم (وَكانُوا بِآياتِنا) بكتابنا ورسولنا هود (يَجْحَدُونَ (١٥)) يكفرون (فَأَرْسَلْنا) سلطنا (عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) باردا شديدا (فِي أَيَّامٍ نَحِساتٍ) مشؤومات عليهم بالعذاب ، ويقال : شديدة (لِنُذِيقَهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) الشديد (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى) أشد مما كان لهم فى الدنيا (وَهُمْ لا يُنْصَرُونَ (١٦)) لا يمنعون من عذاب الله (وَأَمَّا ثَمُودُ) قوم صالح (فَهَدَيْناهُمْ) بعثنا إليهم صالح وبينا لهم الكفر والإيمان والحق والباطل (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى) فاختاروا الكفر على الإيمان (فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ) الصيحة بالعذاب (الْهُونِ) الشديد (١)(بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٧)) يقولون ويعملون فى كفرهم وبعقرهم الناقة (وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا) بصالح (وَكانُوا يَتَّقُونَ (١٨)) الكفر والشرك وعقر الناقة.
(وَيَوْمَ) وهو يوم القيامة (يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ) صفوان بن أمية ، وختناه ربيعة بن عمرو ، وحبيب بن عمرو ، وسائر الكفار (فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٩)) يحبس الأول على الآخر (حَتَّى إِذا ما جاؤُها) أى النار (شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ) بما سمعوا بها (وَأَبْصارُهُمْ) بما أبصروا بها (وَجُلُودُهُمْ) أعضاؤهم (بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٠)) بها فى كفرهم (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ) لأعضائهم ، ويقال : لفروجهم (لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا) وكنا نحابس عنكم بالجدال (قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ) بالكلام (الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) من الدواب اليوم (وَهُوَ خَلَقَكُمْ) أنطقكم (أَوَّلَ مَرَّةٍ) فى الدنيا (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٢١)) بعد الموت (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ) تقدرون أن تمنعوا أعضاءكم (أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ) فى الآخرة (وَلا أَبْصارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ) ويقال : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ) تقدرون فى الدنيا أن تستروا اكتساب الأعضاء عن الأعضاء أن يشهد لكى لا يشهد عليكم ، ويقال : (وَما كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ) أتستيقنون (أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٤ / ٦٧) ، والقرطبى (١٥ / ٣٤٩).