سورة طه
ومن السورة التى يذكر فيها موسى ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (٣) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤) الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (٦) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (٧) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٨) وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (٩) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (١٠))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل : (طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢)) نزلت هذه الآية والنبى صلىاللهعليهوسلم ، كان قبل ذلك يجتهد بصلاة الليل حتى تورمت قدماه فخفف الله عليه بهذه الآية ، فقال : (طه (١)) يا رجل وهذا بلسان مكة ، أى : يا محمد (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) جبريل بالقرآن (١) (إِلَّا تَذْكِرَةً) عظة (لِمَنْ يَخْشى (٣)) لمن يسلم ولم أنزله (لِتَشْقى (٢)) لتتعب نفسك مقدم ومؤخر (تَنْزِيلاً) أى القرآن تكليما (مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤)) الرفيع رفع بعضها فوق بعض (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥)) استقر ، ويقال : امتلاء به ، ويقال : هو من المكتوم الذى لا يفسر (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) من الخلق والعجائب (وَما تَحْتَ الثَّرى (٦)) الذى تحت الأرضين السابعة السفلى لأن الأرضين على الماء ، والماء على الحوت ، والحوت على الصخرة ، والصخرة على قرنى الثور ، والثور على الثرى هو التراب الندى ، يعلم الله ما تحته (وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ) أى تعلن بالقول والفعل (فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ) من القول والفعل (وَأَخْفى (٧)) من السر ما هو كائن منك ، لم يك بعد أو يكون يعلم الله ذلك كله (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)
__________________
(١) انظر : معانى القرآن للفراء (٢ / ١٧٤) ، وللأخفش (٤٠٦) ، وللأزهرى (ص ٢٨٩) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ١٥) ، وتفسير الطبرى (١٦ / ١٠٢) ، وتفسير القرطبى (١١ / ١٦٥).