(ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ) مما فى الأرض (أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ) عون فى خلق السموات (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا) من قبل هذا القرآن فيه ما تقولون (أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ) أو رواية من العلماء ، ويقال : بقية من علم الأنبياء (١)(إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٤)) فيما تقولون (وَمَنْ أَضَلُ) عن الحق والهدى (مِمَّنْ يَدْعُوا) يعبد (مِنْ دُونِ اللهِ) وهو الكافر (مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ) من لا يجيبه إن دعاه (إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ) يعنى الأصنام (عَنْ دُعائِهِمْ) عن دعاء من يعبدهم (غافِلُونَ (٥)) جاهلون (وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ) يوم القيامة (كانُوا) يعنى الأصنام (لَهُمْ) لمن يعبدها (أَعْداءً وَكانُوا) يعنى الأصنام (بِعِبادَتِهِمْ) بعبادة من يعبدهم (كافِرِينَ (٦)) جاحدين.
(وَإِذا تُتْلى) تقرأ (عَلَيْهِمْ) على كفار أهل مكة (آياتُنا) القرآن (بَيِّناتٍ) واضحات بالأمر والنهى (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) كفار مكة (لِلْحَقِ) للقرآن (لَمَّا جاءَهُمْ) حين جاءهم محمد صلىاللهعليهوسلم به (هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧)) كذب بين (أَمْ يَقُولُونَ) بل يقولون (افْتَراهُ) اختلق محمد صلىاللهعليهوسلم ، القرآن من تلقاء نفسه (قُلْ) لهم يا محمد (إِنِ افْتَرَيْتُهُ) اختلقت القرآن من تلقاء نفسى كما تقولون (فَلا تَمْلِكُونَ لِي) فلا تقدرون لى (مِنَ اللهِ) من عذاب الله (شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ) تخوضون فى القرآن من الكذب (كَفى بِهِ) كفى بالله (شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) بأنى رسول وهذا القرآن كلامه (وَهُوَ الْغَفُورُ) لمن تاب منكم (الرَّحِيمُ (٨)) لمن مات على التوبة (قُلْ) لهم يا محمد (ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ) لست بأول مرسل من الآدميين قد كان قبلى رسل (وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) من الشدة والرخاء والعافية ، ويقال : نزلت هذه الآية فى شأن أصحابه صلىاللهعليهوسلم ، حيث قالوا له : متى يكون خروجنا من مكة ونجاتنا من الكفار ، فقال لهم النبى صلىاللهعليهوسلم : «ما أدرى ما يفعل بى ولا بكم أأخرج وتخرجون إلى الهجرة أم لا»؟ (إِنْ أَتَّبِعُ) ما أعمل (إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) إلا بما أمرت فى القرآن (وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٩)) رسول مخوف بلغة تعلمونها.
(قُلْ) يا محمد لليهود (أَرَأَيْتُمْ) يا معشر اليهود (إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) يقول : هذا القرآن من عند الله (وَكَفَرْتُمْ بِهِ) بالقرآن يا معشر اليهود (وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) بنيامين (عَلى مِثْلِهِ) على مثل شهادة عبد الله بن سلام وأصحابه بمحمد
__________________
(١) انظر فى أثارة : البحر المحيط (٨ / ٥٥) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ٥٠) ، وتفسير القرطبى (١٦ / ١٧٩).