تَعِدُنا) من العذاب (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٢)) بنزول العذاب علينا ، إن لم نؤمن (قالَ) لهم هود (إِنَّمَا الْعِلْمُ) بنزول العذاب (عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ) من التوحيد (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٣)) أمر الله وعذابه (فَلَمَّا رَأَوْهُ عارِضاً) سحابا (مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ) أودية ريحهم ومطرهم (قالُوا هذا عارِضٌ) سحاب (مُمْطِرُنا) سيمطر حروثنا ، قال لهم هود : (بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ) من العذاب (رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٤)) وجيع (تُدَمِّرُ) تهلك (كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها) بإذن ربها (فَأَصْبَحُوا) فصاروا بعد الهلاك (لا يُرى إِلَّا مَساكِنُهُمْ) منازلهم (كَذلِكَ) هكذا (نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ (٢٥)) المشركين.
(وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ) أعطيناهم من المال والقوة والأعمال (فِيما إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ) ما لم نمكن لكم ولم نعطكم يا أهل مكة (وَجَعَلْنا لَهُمْ سَمْعاً) يسمعون بها (وَأَبْصاراً) يبصرون بها (وَأَفْئِدَةً) قلوبا يعقلون بها (فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُمْ) قلوبهم (مِنْ شَيْءٍ) شيئا من عذاب الله (إِذْ كانُوا يَجْحَدُونَ بِآياتِ اللهِ) يكفرون بهود وبكتاب الله (وَحاقَ بِهِمْ) نزل بهم (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٢٦)) يهزؤون من العذاب (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا ما حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرى) يا أهل مكة (وَصَرَّفْنَا الْآياتِ) بينا الآيات بالأمر والنهى والهلاك لمن أهلكناهم (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٧)) عن كفرهم فيتوبوا (فَلَوْ لا نَصَرَهُمُ) فهلا نصرهم (الَّذِينَ اتَّخَذُوا) عبدوا (مِنْ دُونِ اللهِ قُرْباناً آلِهَةً) قربانا تقربا إلى الله مقدم ومؤخر (بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ) بطل عنهم ما كانوا يعبدون (وَذلِكَ إِفْكُهُمْ) كذبهم (وَما كانُوا يَفْتَرُونَ (٢٨)) يكذبون على الله.
(وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (٢٩) قالُوا يا قَوْمَنا إِنَّا سَمِعْنا كِتاباً أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسى مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (٣٠) يا قَوْمَنا أَجِيبُوا داعِيَ اللهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٣١) وَمَنْ لا يُجِبْ داعِيَ اللهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءُ أُولئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٣٢) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٣) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هذا بِالْحَقِّ قالُوا بَلى وَرَبِّنا قالَ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٣٤) فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ