تكرير الإيمان مع إيمانهم بالله ورسوله (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ) الملائكة (وَالْأَرْضِ) المؤمنون يسلط على من يشاء من أعدائه (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) بما صنع بك من الفتح ، والمغفرة ، والهدى ، والنصرة ، وإنزال السكينة فى قلوب المؤمنين (حَكِيماً (٤)) فيما صنع بك ، فقالوا المؤمنون المخلصون حين سمعوا بكرامة الله لنبيه : هنيئا لك يا رسول الله بما أعطاك الله من الفتح والمغفرة والكرامة فما لنا عند الله ، فأنزل الله (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ) المخلصين من الرجال (وَالْمُؤْمِناتِ) المخلصات من النساء (جَنَّاتٍ) بساتين (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) من تحت شجرها ومساكنها وغرفها (الْأَنْهارُ) أنهار الخمر والماء والعسل واللبن (خالِدِينَ فِيها) مقيمين فى الجنة لا يموتون ولا يخرجون منها (وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) ذنوبهم فى الدنيا (وَكانَ ذلِكَ) الذى ذكرت للمؤمنين (عِنْدَ اللهِ فَوْزاً عَظِيماً (٥)) نجاة وافرة فازوا بالجنة وما فيها ونجوا من النار وما فيها ، فجاء عبد الله بن أبى بن سلول ، حين سمع بكرامة الله للمؤمنين ، فقال : يا رسول الله ، والله ما نحن إلا كهيئتهم فما لنا عند الله؟ (١).
فأنزل الله فيهم : (وَيُعَذِّبَ) ليعذب (الْمُنْفِقِينَ) من الرجال بإيمانهم (وَالْمُنافِقاتِ) من النساء (وَالْمُشْرِكِينَ) بالله من الرجال (وَالْمُشْرِكاتِ) من النساء أيضا ، ثم ذكر المنافقين فقال : (الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ) أن لا ينصر الله نبيه (عَلَيْهِمْ) على المنافقين (دائِرَةُ السَّوْءِ) منقلبة السوء (وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) سخط الله عليهم (وَلَعَنَهُمْ) طردهم من كل خير (وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ) فى الآخرة (وَساءَتْ مَصِيراً (٦)) بئس المصير صاروا إليه فى الآخرة (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّماواتِ) الملائكة (وَالْأَرْضِ) المؤمنون ينصر ربهم من يشاء ، (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً) بنقمة الكافرين والمنافقين (حَكِيماً (٧)) فى أمره وقضائه ، وفيما نصر نبيه على أعدائه (إِنَّا أَرْسَلْناكَ) يا محمد (شاهِداً) على أمتك بالبلاغ (وَمُبَشِّراً) بالجنة للمؤمنين (وَنَذِيراً (٨)) من النار للكافرين (لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ) لكى تؤمنوا بالله (وَرَسُولِهِ) محمد صلىاللهعليهوسلم (وَتُعَزِّرُوهُ) تنصروه بالسيف على عدوه (وَتُوَقِّرُوهُ) تعظموه (وَتُسَبِّحُوهُ) تصلوا لله (بُكْرَةً وَأَصِيلاً (٩)) غدوة وعشية ، ثم ذكر بيعة الرضوان يوم الحديبية تحت الشجرة ، وهى شجرة السمرة بالحديبية ، وكانوا نحو ألف وخمس مائة رجل بايعوا نبى الله على النصح وأن لا يفروا ، فقال : (إِنَّ الَّذِينَ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٦ / ٤٣) ، وزاد المسير (٧ / ٤٢٤).