بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً (٢٥) إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٢٦) لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخافُونَ فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحاً قَرِيباً (٢٧) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (٢٨) مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩))
(وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَها) تغتنمونها ، وهى غنيمة فارس لم تكن فستكون (فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) يعنى غنيمة خيبر (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) بالقتال يعنى أسدا وغطفان ، وكانوا حلفاء لأهل خيبر (وَلِتَكُونَ آيَةً) عبرة وعلامة (لِلْمُؤْمِنِينَ) يعنى فتح خيبر ، لأن المؤمنين كانوا ثمانية آلاف ، وأهل خيبر كانوا سبعين ألفا (وَيَهْدِيَكُمْ صِراطاً مُسْتَقِيماً (٢٠)) يثبتكم على دين قائم يرضاه (وَأُخْرى) غنيمة أخرى (لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) بعد (قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) قد علم الله أنها ستكون ، وهى غنيمة فارس (وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) من الفتح والنصرة والغنيمة (قَدِيراً (٢١) وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) أسدا وغطفان مع أهل خيبر (لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) منهزمين (ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا) عن قتلكم (وَلا نَصِيراً (٢٢)) مانعا ما يراد بهم من القتال والهزيمة (سُنَّةَ اللهِ) هكذا سيرة الله (الَّتِي قَدْ خَلَتْ) مضت (مِنْ قَبْلُ) فى الأمم الخالية بالقتل والعذاب حين خرجوا على الأنبياء (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ) لعذاب الله بالقتل (تَبْدِيلاً (٢٣)) تحويلا.
(وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ) أيدى أهل مكة (عَنْكُمْ) عن قتالكم (وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ) عن قتالهم (بِبَطْنِ مَكَّةَ) فى وسط مكة غير أن كان بينهم رمى بالحجارة (مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) حيث هزمهم أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم بالحجارة حين دخلوا مكة (وَكانَ اللهُ بِما تَعْمَلُونَ) من رمى الحجارة وغيره (بَصِيراً (٢٤) هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، يعنى أهل مكة (وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)