عفان كان بارا على المسلمين بالنفقة عليهم رحيما بهم (تَراهُمْ رُكَّعاً) فى الصلاة (سُجَّداً) فيها ، وهو على بن أبى طالب كان كثير الركوع والسجود (يَبْتَغُونَ) يطلبون (فَضْلاً) ثوابا (مِنَ اللهِ وَرِضْواناً) مرضاة ربهم بالجهاد ، وهم طلحة والزبير كانا غليظين على أعداء الله شديدين عليهم (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ) علامة السهر فى وجوههم (مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ) من كثرة السجود بالليل ، وهم سلمان وبلال وصهيب وأصحابهم.
(ذلِكَ مَثَلُهُمْ) هكذا صفتهم (فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ) صفتهم (فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ) وهو النبى صلىاللهعليهوسلم (أَخْرَجَ) أى الله (شَطْأَهُ) وهو أبو بكر أول من آمن به ، وخرج معه على أعداء الله (فَآزَرَهُ) فأعانه وهو عمر أعان النبى صلىاللهعليهوسلم بسيفه على أعداء الله (فَاسْتَغْلَظَ) فتقوى بمال عثمان على الغزو والجهاد فى سبيل الله (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ) فقام على إظهار أمره فى قريش بعلى بن أبى طالب (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) أعجب النبى صلىاللهعليهوسلم بطلحة والزبير (لِيَغِيظَ بِهِمُ) بطلحة والزبير (الْكُفَّارِ) ويقال : نزلت من قوله : (وَالَّذِينَ مَعَهُ) إلى هاهنا فى مدح أهل بيعة الرضوان ، وجملة أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم المخلصين المطيعين لله (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) الطاعات فيما بينهم وبين ربهم (مِنْهُمْ مَغْفِرَةً) أى لهم مغفرة لذنوبهم فى الدنيا (وَأَجْراً عَظِيماً (٢٩)) ثوابا وافرا فى الجنة (١).
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٧ / ٤٥٠) ، وتفسير القرطبى ٠١٦ / ٢٩٥).