وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣) قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتابُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (١٥) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللهَ بِدِينِكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٦) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٧) إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٨))
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) نزلت هذه الآية فى ثابت بن قيس بن شماس ، حيث ذكر رجالا من الأنصار بسوء ذكر أما كانت له يعير بها فى الجاهلية ، فنهاه الله عن ذلك (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن ، يعنى ثابتا (لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ) على قوم (عَسى أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ) عند الله وأفضل نصيبا (وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ) نزلت هذه الآية فى امرأتين من نساء النبى صلىاللهعليهوسلم سخرتا بأم سلمة زوج النبى صلىاللهعليهوسلم فنهاهم الله عن ذلك ، فقال : (وَلا نِساءٌ مِنْ نِساءٍ عَسى أَنْ يَكُنَّ خَيْراً مِنْهُنَ) عند الله وأفضل نصيبا (وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ) لا تعيبوا أنفسكم ، يعنى إخوانكم من المؤمنين ولا تطعنوا بعضكم بعضا بالغيبة (وَلا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ) لا تطعنوا بعضكم بعضا باللقب واسم الجاهلية (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ) بئس التسمية لأخيك يا يهودى ، ويا نصرانى ، ويا مجوسى (بَعْدَ الْإِيمانِ) بعد ما آمن وترك ذلك (وَمَنْ لَمْ يَتُبْ) من تسمية أخيه يا يهودى ، ويا نصرانى ، ويا مجوسى والتلقب والتنابز بعد الإيمان (فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (١١)) الضارون لأنفسهم بالعقوبة ، نزلت هذه الآية فى أبى بردة بن مالك الأنصارى ، وعبد الله بن حدرد الأسلمى إذ تنازعا ، فنهاهم عن ذلك (١).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ) نزلت هذه الآية فى رجلين من اصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم اغتابا صاحب لهما ، وهو سلمان ، وظنا بأسامة خادم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ظن السوء ، وتجسسا هل عنده ما قال لهما الرسول صلىاللهعليهوسلم لأسامة أن أعطهما فنهاهم الله عن ذلك الظن ، والتجسس ، والغيبة ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن (اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِ) مما تظنون بأخيكم من مدخله ومخرجه
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٦ / ٧٣ ، ٨٨) ، وزاد المسير (٧ / ٤٦٦ ، ٤٧٢).