(تَخْلُقُونَهُ) نسما فى الأرحام ذكرا أو أنثى شقيا أو سعيدا (أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ (٥٩)) بل نحن الخالقون لا أنتم (نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ) سوينا بينكم بالموت تموتون كلكم ، ويقال : قسمنا بينكم الآجال إلى الموت فمنكم من يعيش مائة سنة ، أو ثمانين سنة ، أو خمسين سنة ، أو أقل أو أكثر من ذلك (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠)) بعاجزين (عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ) نهلككم ونأتى بغيركم خيرا منكم وأطوع لله (وَنُنْشِئَكُمْ) نخلقكم يوم القيامة (فِي ما لا تَعْلَمُونَ (٦١)) فى صورة لا تعرفون سود الوجوه زرق الأعين ، ويقال : فى صورة القردة والخنازير ، ويقال : نجعل أرواحكم فيما لا تعلمون فيما لا تصدقون ، وهى النار (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ) يا أهل مكة (النَّشْأَةَ الْأُولى) الخلق الأول فى بطون الأمهات ، ويقال : خلق آدم (فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ (٦٢)) فهلا تتعظون بالخلق الأول فتؤمنوا بالخلق الآخر (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣)) تبذرون من الحبوب (أَأَنْتُمْ) يا أهل مكة (تَزْرَعُونَهُ) تنبتونه (أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (٦٤)) المنبتون (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ) يعنى الزرع (حُطاماً) يابسا بعد خضرته (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥)) فصرتم تعجبون من يوبسته وهلاكه وتقولون (١) : (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦)) معذبون بهلاك زروعنا (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧)) حرمنا منفعة زروعنا ، ويقال : محاربون.
(أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧) فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٧ / ١١٥) ، والقرطبى (١٧ / ٢١٩) ، وابن قتيبة (٤٥٠) ، والبحر المحيط (٨ / ٢١١).