الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦))
(أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ) العذب (الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨)) وتسقون دوابكم وجناتكم (أَأَنْتُمْ) يا أهل مكة (أَنْزَلْتُمُوهُ) الماء العذاب (مِنَ الْمُزْنِ) من السحاب عليكم (أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩)) بل نحن المنزلون عليكم لا أنتم (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ) يعنى الماء العذب (أُجاجاً) مرا مالحا زعاقا (فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ (٧٠)) فلا تشكرون عذوبته فتؤمنوا به (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١)) تقدحون عن كل عود غير العناب وهو الشجر الأحمر (أَأَنْتُمْ) يا أهل مكة (أَنْشَأْتُمْ) خلقتم (شَجَرَتَها) شجرة النار (أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِؤُنَ (٧٢)) الخالقون (نَحْنُ جَعَلْناها) هذه النار (تَذْكِرَةً) عظة النار الآخرة (وَمَتاعاً) منفعة (لِلْمُقْوِينَ (٧٣)) المسافرين فى الأرض القواء ، وهى القفر الذين فنى زادهم (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٧٤)) فصل باسم ربك العظيم ، ويقال : اذكر توحيد ربك العظيم.
(فَلا أُقْسِمُ) يقول : أقسم (بِمَواقِعِ النُّجُومِ (٧٥)) بنزول القرآن على محمد صلىاللهعليهوسلم نجوما نجوما ولم ينزله جملة واحدة (وَإِنَّهُ) يعنى القرآن (لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (٧٦)) لو تصدقون ، ويقال : فلا أقسم يقول : أقسم بمواقع النجوم بمساقط النجوم عند الغداة وإنه والذى ذكرت لقسم عظيم لو تعلمون لو تصدقون (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧)) شريف حسن (فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨)) فى اللوح المحفوظ مكتوب ، ولهذا كان القسم (لا يَمَسُّهُ) يعنى اللوح المحفوظ (إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩)) من الأحداث والذنوب فهم الملائكة ، ويقال : لا يعمل بالقرآن إلا الموفقون (تَنْزِيلٌ) تكليم (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٨٠)) على محمد صلىاللهعليهوسلم (أَفَبِهذَا الْحَدِيثِ) أى القرآن الذى يقرأ عليكم محمد صلىاللهعليهوسلم (أَنْتُمْ) يا أهل مكة (مُدْهِنُونَ (٨١)) مكذبون أنه ليس كما قال من الجنة والنار والبعث والحساب (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) تقولون للمطر الذى سقيتم (أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)) تقولون سقينا بالنوء الفلانى (فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ) الروح (الْحُلْقُومَ (٨٣)) يعنى نفس الجسد إلى الحلقوم (وَأَنْتُمْ) يا أهل مكة (حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤)) متى تخرج نفسه (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ) ملك الموت وأعوانه إلى الميت (مِنْكُمْ) من أهله (وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥)) ملك الموت وأعوانه (فَلَوْ لا) فهلا (إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦)) غير ملومين وغير مجازين ومحاسبين.