سورة الحاقة
ومن سورة الحاقة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (٤) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (٨) وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (٩) فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (١٠))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله جل وعلا : (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢)) يقول الساعة ما الساعة يعجبه بذلك (١) (وَما أَدْراكَ) يا محمد (مَا الْحَاقَّةُ (٣)) وإنما سميت للحاقة لحقائق الأمور تحق للمؤمن بإيمانه الجنة ، وتحق للكافر بكفره بالنار (كَذَّبَتْ ثَمُودُ) قوم صالح (وَعادٌ) قوم هود (بِالْقارِعَةِ (٤)) بقيام الساعة وإنما سميت القارعة لأنها تقرع قلوبهم (فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)) بطغيانهم وشركهم أهلكوا ، ويقال : طغيانهم حملهم على التكذيب حتى أهلكوا (وَأَمَّا عادٌ) قوم هود (فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ) بارد (عاتِيَةٍ (٦)) شديد عتت عصت وأبت على خزانها (سَخَّرَها) سلطها (عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) دائما متتابعا لا يفتر عنهم (فَتَرَى الْقَوْمَ) قوم هود (فِيها) فى الأيام ، ويقال : فى الريح (صَرْعى) هلكى مطروحين (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ) أوراك نخل (خاوِيَةٍ (٧)) ساقطة (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (٨)) يقول : لم يبق منهم أحد إلا أهلكته الريح (وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ) من معه من جنوده إلى البحر فغرقوا فى البحر ، ويقال : (وَجاءَ فِرْعَوْنُ) تكلم فرعون بكلمة الشرك (وَمَنْ قَبْلَهُ) ومن كان من قبل فرعون من الأمم الماضية (وَالْمُؤْتَفِكاتُ) المنخسفات أيضا قريات لوط وائتفكها خسفها (بِالْخاطِئَةِ (٩)) تكلموا كلمة الشرك (فَعَصَوْا رَسُولَ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٩ / ٣٠) ، وزاد المسير (٨ / ٣٤٥) ، وتفسير القرطبى (١٨ / ٢٥٧).