(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢) قُطُوفُها دانِيَةٌ (٢٣) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (٢٥) وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦) يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧) ما أَغْنى عَنِّي مالِيَهْ (٢٨) هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (٢٩) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠))
(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٢١)) فى عيش قد رضيه لنفسه أى مرضية (فِي جَنَّةٍ عالِيَةٍ (٢٢)) مرتفعة (قُطُوفُها) ثمرها واجتناؤها (دانِيَةٌ (٢٣)) قريبة يناله القاعد والقائم (كُلُوا) يقول الله لهم : كلو من الثمار (وَاشْرَبُوا) من الأنهار (هَنِيئاً) بإرداء ولا موت (بِما أَسْلَفْتُمْ) بما قدمتم من العمل الصالح ، ويقال : من الصوم والصلاة (فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ (٢٤)) الماضية ، يعنى أيام الدنيا (وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ) أعطى (كِتابَهُ بِشِمالِهِ) وهو الأسود بن عبد الأسد أخوا أبى سلمة وكان كافرا (يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ (٢٥)) لم أعط كتابى هذا (وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ (٢٦)) لم أعلم حسابى (يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ (٢٧)) يتمنى الموت ، يقول : بالتنيى بقيت على موتى الأول (ما أَغْنى عَنِّي) من عذاب الله (مالِيَهْ (٢٨)) مالى الذى جعلت فى الدنيا (هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ (٢٩)) بطل عنى حجتى وعذرى ، فيقول الله للملائكة : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠)).
(ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (٣٢) إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (٣٧) فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ (٣٨) وَما لا تُبْصِرُونَ (٣٩) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠))
(ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (٣١)) أدخلوه (ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها) طولها وباعها (سَبْعُونَ ذِراعاً) بذراع الملك ، ويقال : باعا (فَاسْلُكُوهُ (٣٢)) فأدخلوه فى دبره وأخرجوه من فمه ، والواو ما فضل على عنقه (إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (٣٣)) إذ كان فى الدنيا (وَلا يَحُضُ) لا يحث (عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤)) على صدقة المسكين (فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥)) قريب ينفعه (وَلا طَعامٌ) فى النار (إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦)) من عصارة أهل النار ، وهى ما يسبل من بطونهم ودجلودهم من القيح والدم والصديد (لا يَأْكُلُهُ) يعنى الغسلين (إِلَّا الْخاطِؤُنَ (٣٧)) المشركون (فَلا أُقْسِمُ) يقول : أقسم (بِما تُبْصِرُونَ (٣٨)) من شىء (وَما لا تُبْصِرُونَ