(٣٩)) من شىء يا أهل مكة ، ويقال : بما تبصرون يعنى السماء والأرض وما لا تبصرون ، يعنى الجنة والنار ، ويقال : بما تبصرون ، يعنى الشمس والقمر ولا تبصرون العرش والكرسى ، ويقال : بما تبصرون ، يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم وما لا تبصرون ، يعنى جبريل ، أقسم الله بهذه الأشيئاء (إِنَّهُ) يعنى القرآن (لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (٤٠)) يقول : القرآن قول الله نزل به جبريل على رسول كريم ، يعنى محمدا صلىاللهعليهوسلم.
(وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (٤٨) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩) وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠) وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٥٢))
(وَما هُوَ) يعنى القرآن (بِقَوْلِ شاعِرٍ) بنشئه (قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١)) يقول ما تؤمنون بقليل ولا كثير (وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ) بخبر ما فى الغد (قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢)) ما تتعظون بقليل ولا بكثير (تَنْزِيلٌ) يقول : القرآن تنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٤٣) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا) ولو اختلق علينا محمد (بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤)) من الكذب ، فقال : علينا ما لم نقله (لَأَخَذْنا) لانتقمنا (مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥)) بالحق والحجة ، ويقال : أخذناه بالقوة (ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ) من محمد صلىاللهعليهوسلم (الْوَتِينَ (٤٦)) عرق قلبه ، وهو نياط قلبه (١) (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ (٤٧)) يقول : فليس منكم أحد يحجزنا عن محمد صلىاللهعليهوسلم (وَإِنَّهُ) القرآن (لَتَذْكِرَةٌ) عظة (لِلْمُتَّقِينَ (٤٨)) الكفر والشرك والفواحش (وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (٤٩)) بالقرآن ومصدقين به (وَإِنَّهُ) يعنى القرآن (لَحَسْرَةٌ) ندامة (عَلَى الْكافِرِينَ (٥٠)) يوم القيامة (وَإِنَّهُ) القرآن (لَحَقُّ الْيَقِينِ (٥١)) حقا يقينا إنه كلامى نزل به جبريل على رسول كريم ، ويقال : إنه الذى ذكرت من الحسرة والندامة على الكافرين لحق اليقين ، يقول : حقا يقينا أن يكون عليهم الحسرة والندامة يوم القيامة (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ) فصل بأمر ربك (الْعَظِيمِ (٥٢)) ويقال : أذكر توحيد ربك العظيم أعظم من كل شىء.
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٢٩ / ٤٢) ، والمجاز لأبى عبيدة (٢ / ٢٦٨) ، والبحر المحيط (٨ / ٣٢٩) ، والنكت والعيون للماوردى (٤ / ٣٠٠).