سورة المزمّل
ومن سورة المزمل ، وهى كلها مكية
غير قوله : (ذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ) فإنها مدنية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (٤) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً (٥) إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً (٦) إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً (٧) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً (٨) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (٩) وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١)) المتزمل ، يعنى به النبى صلىاللهعليهوسلم ، قد تزمل بثيابه ليلبسها للصلاة (قُمِ اللَّيْلَ) بالصلاة ، ثم قال : (إِلَّا قَلِيلاً (٢)) ثم بين فقال (١) : (نِصْفَهُ) أى قم نصف الليل للصلاة (أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (٣)) من النصف (قَلِيلاً (٣)) إلى الثلث (أَوْ زِدْ عَلَيْهِ) على النصف إلى الثلثين فخيره فى قيام الليل.
ثم قال : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (٤)) اقرأ القرآن على رسلك وهينتك وتؤده ووقار تقرأ آية وآيتين وثلاثا ، ثم كذلك حت تقطع (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ) سننزل عليك جبريل (قَوْلاً ثَقِيلاً (٥)) بكلام شديد بالأمر والنهى والوعد والوعيد والحلال والحرام ، ويقال : عظيما ، ويقال : ثقيلا على من خالفه ، ويقال : ثقيلا بصلاة الليل (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ) قيام الليل بالصلاة (هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً) نشاطا للرجل إذا كان محتسبا للصلاة ، ويقال : أرق وأرفق للقلب (وَأَقْوَمُ قِيلاً (٦)) أبين قراءة للقرآن وأثبت (إِنَّ لَكَ)
__________________
(١) روى أبو داود بسنده ، عن ابن عباس ، رضى الله عنهما ، قال : لما نزلت أول المزمل كانوا يقومون نحوا من قيامهم فى شهر رمضان حتى نزل آخرها ، وكان بين أولها وآخرها سنة. والحديث رجاله ثقات ، رجال الصحيح إلا أحمد بن محمد المروزى أبو الحسن بن شبوبة ، وهو ثقة (١ / ٥٠٣). انظر : البحر المحيط (٨ / ٣٦١) والكشاف للزمخشرى (٤ / ١٧٥).