والحرام (فَإِذا قَرَأْناهُ) قرأه جبريل عليك (فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (١٨)) فاقرأ أنت يا محمد خلفه ، ويقال : إذا ألفناه بالحلال والحرام فاتبع تأليفه (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (١٩)) بالحلال والحرام ، والأمر والنهى.
(كَلَّا) حقا (بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ (٢٠)) العمل للدنيا (وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (٢١)) تتركون العمل لثواب الآخرة (وُجُوهٌ) وجوه المؤمنين المصدقين فى إيمانهم (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (ناضِرَةٌ (٢٢)) حسنة جميلة ناعمة (إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (٢٣)) ينظرون إلى وجه ربهم لا يحجبون عنه (وَوُجُوهٌ) وجوه الكافرين والمنافقين (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (باسِرَةٌ (٢٤)) كالحة يحجبون عن رؤية ربهم لا ينظرون إليه (تَظُنُ) تعلم تلك الوجوه (أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (٢٥)) شدة ومنكرة من العذاب (كَلَّا) حقا (إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ (٢٦)) إذا بلغت نفس الجسد إلى التراقى (وَقِيلَ) قال من بحضرته من أهله وغيرهم : (مَنْ راقٍ (٢٧)) هل من طبيب فيداويه ، ويقال : قال الملائكة بعضهم لبعض : من راق بروحه إلى الله (وَظَنَ) علم الميت (أَنَّهُ الْفِراقُ (٢٨)) أن له الفراق من الدنيا (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)) الشدة بالشدة ، شدة آخر يوم من الدنيا ، وأول يوم من الآخرة ، ويقال : والتفت الساق بالساق ، أى يلتوى ساقه بالساق.
(إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (الْمَساقُ (٣٠)) المرجع مرجع الخلائق (فَلا صَدَّقَ) يعنى أبا جهل بتوحيد الله (وَلا صَلَّى (٣١)) ولا أسلم ، أى لم يكن مسلما من أهل الصلاة (وَلكِنْ كَذَّبَ) بتوحيد الله (وَتَوَلَّى (٣٢)) عن الإيمان (ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ) فى الدنيا (يَتَمَطَّى (٣٣)) يتبختر ويتبطر فاستقبله النبى صلىاللهعليهوسلم فأخذه فهزه مرة ، أو مرتين ، وقال : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٤)) وعيدا لك يا أبا جهل وعيدا لك (ثُمَّ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى (٣٥)) احذر يا أبا جهل ، فنزل القرآن كذلك (أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ) الكافر ، يعنى أبا جهل (أَنْ يُتْرَكَ سُدىً (٣٦)) مهملا بلا أمر ولا نهى ولا عظة (أَلَمْ يَكُ) أبو جهل (نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍ) منى الرجل (يُمْنى (٣٧)) يهراق فى رحم المرأة ، ويقال : يخلق (ثُمَّ كانَ عَلَقَةً) ثم صار دما عبيطا (فَخَلَقَ) نسمة (فَسَوَّى (٣٨)) خلقه باليدين والرجلين والعينين والأذنين وسائر الأعضاء ، وجعل فيه الروح (فَجَعَلَ مِنْهُ) بعد ذلك (الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣٩)) وكان له ابن عكرمة بن أبى جهل ، وابنة جويرة بنت أبى جهل (أَلَيْسَ ذلِكَ) أى فعل ذلك (بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى (٤٠)) للبعث ، بلى قادر ربنا على ذلك.
* * *