السورة ، (وَيْلٌ) شدة العذاب ، (لِلْمُطَفِّفِينَ (١)) المسيئين بالكيل والوزن (١) ، ثم بينهم ، فقال : (الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ) إذا اشتروا من الناس فكالوا لأنفسهم ووزنوا لأنفسهم (يَسْتَوْفُونَ (٢)) يتمون الكيل والوزن جدا (وَإِذا كالُوهُمْ) كالوا لغيرهم (أَوْ وَزَنُوهُمْ) أو وزنوا لغيرهم (يُخْسِرُونَ (٣)) ينقصون فى الكيل والوزن ويسيئون جدا ، ويقال : (وَيْلٌ) شدة العذاب يومئذ (لِلْمُطَفِّفِينَ (١)) من الصلاة والزكاة والصيام ، وغير ذلك من العبادات (أَلا يَظُنُ) ألا يعلم ويستيقن (أُولئِكَ) المطففون بالكيل والوزن (أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (٤)) محيون (لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (٥)) شديد هوله ، وهو يوم القيامة (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ) من القبور (لِرَبِّ الْعالَمِينَ (٦)) رب كل ذى روح دب على وجه الأرض ، ومن أهل السماء ، فلما قرأ عليهم النبى صلىاللهعليهوسلم هذه السورة تابوا ورجعوا إلى وفاء الكيل والوزن.
(كَلَّا) حقا يا محمد (إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ) أعمال الكفار (لَفِي سِجِّينٍ (٧) وَما أَدْراكَ) يا محمد (ما سِجِّينٌ (٨)) ما فى السجين تعظيما لها (كِتابٌ مَرْقُومٌ (٩)) يقول : أعمال بنى آدم مكتوب فى صخرة خضراء تحت الأرض السابعة السفلى وهى سجين (وَيْلٌ) شدة العذاب (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (لِلْمُكَذِّبِينَ (١٠)) بالإيمان والبعث (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (١١)) بيوم الحساب والقضاء فيه (وَما يُكَذِّبُ بِهِ) بيوم الدين (إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ) عن الحق غشوم ظلوم (أَثِيمٍ (١٢)) فاجر مثل الوليد بن المغيرة المخزومى (إِذا تُتْلى) تقرأ (عَلَيْهِ) على الوليد بن المغيرة (آياتُنا) القرآن بالأمر والنهى (قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (١٣)) هذه أحاديث الأولين فى دهرهم وكذبهم (كَلَّا) حقا يا محمد (بَلْ رانَ) بل طبع الله (عَلى قُلُوبِهِمْ) على قلوب المكذبين بيوم الدين ، ويقال : الذنب على الذنب حتى يسود القلب ، وهو رين القلب (ما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤)) بما كانوا يقولون ويعملون فى الشرك (كَلَّا) حقا يا محمد (إِنَّهُمْ) يعنى المكذبين بيوم الدين (عَنْ رَبِّهِمْ) عن النظر إلى ربهم (يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (لَمَحْجُوبُونَ (١٥)) لممنوعون والمؤمن لا يحجب عن النظر إلى ربه.
(ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصالُوا الْجَحِيمِ (١٦)) لداخلو النار (ثُمَّ يُقالُ) يقول لهم : الزبانية (هذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ) هذا العذاب هو الذى كنتم به فى الدنيا (تُكَذِّبُونَ (١٧)) أنه لا
__________________
(١) انظر : ابن ماجه (٢٢٢٣) ، وتفسير الطبرى (٣٠ / ٦٠) ، وزاد المسير (٩ / ٥٤) ، وتفسير القرطبى (١٩ / ٢٥٧).