يكون (كَلَّا) يا محمد (إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ) أعمال الصادقين فى إيمانهم (لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) وَما أَدْراكَ) يا محمد (ما عِلِّيُّونَ (١٩)) ما فى عليين (كِتابٌ مَرْقُومٌ (٢٠)) يقول : أعمال الأبرار مكتوبة فى لوح من زبرجدة خضراء فوق السماء السابعة تحت عرش الرحمن ، وهو عليون (يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (٢١)) مقربو أهل كل سماء أعمال الأبرار (إِنَّ الْأَبْرارَ) الصادقين فى إيمانهم وهم الذين لا يؤذون الذر (لَفِي نَعِيمٍ (٢٢)) فى جنة دائم نعيمها (عَلَى الْأَرائِكِ) على السرر فى الحجال (يَنْظُرُونَ (٢٣)) إلى أهل النار (تَعْرِفُ) يا محمد (فِي وُجُوهِهِمْ) وجوه أهل الجنة (نَضْرَةَ النَّعِيمِ (٢٤)) حسن النعيم.
(يُسْقَوْنَ) فى الجنة (مِنْ رَحِيقٍ) من خمر (مَخْتُومٍ (٢٥)) ممزوج (خِتامُهُ) عاقبته (مِسْكٌ وَفِي ذلِكَ) فيما ذكرت فى الجنة (فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ (٢٦)) فليعمل العاملون وليجتهد المجتهدون ، وليبادر المبادرون (وَمِزاجُهُ) خلطه (مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْناً) يصب عليهم من جنة عدن (يَشْرَبُ بِهَا) منها من عين التسنيم (الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)) إلى جنة عدن صرفا بلا خلط (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا) أشركوا أبو جهل وأصحابه (كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا) على الذين آمنوا على وأصحابه (يَضْحَكُونَ (٢٩)) يهزؤون ويسخرون (وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ) بالكفار يأتون إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم (يَتَغامَزُونَ (٣٠)) يطعنون (وَإِذَا انْقَلَبُوا) وإذا رجعوا ، أى مع الكفار (إِلى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا) رجعوا (فَكِهِينَ (٣١)) معجبين بشركهم واستهزائهم على المؤمنين (١).
(وَإِذا رَأَوْهُمْ) رأوا أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم (قالُوا) يعنى الكفار (إِنَّ هؤُلاءِ) أصحاب النبى صلىاللهعليهوسلم (لَضالُّونَ (٣٢)) عن الهدى (وَما أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ) ما سلطوا على المؤمنين (حافِظِينَ (٣٣)) لهم ولأعمالهم (فَالْيَوْمَ) وهو يوم القيامة (الَّذِينَ آمَنُوا) بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن وهو على وأصحابه (مِنَ الْكُفَّارِ) على الكفار (يَضْحَكُونَ (٣٤) عَلَى الْأَرائِكِ) على السرر فى الحجال (يَنْظُرُونَ (٣٥)) إلى أهل النار يسحبون فى النار (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ) هل جوزى الكفار فى الآخرة (ما كانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦)) إلا بما كانوا يعملون ويقولون فى الدنيا.
__________________
(١) قرأ حفص بغير ألف ، وسائر السبعة فاكهين. انظر : السبعة لابن مجاهد (٦٧٦) ، وزاد المسير (٩ / ٦١).