سورة الأعلى
ومن سورة الأعلى ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلاَّ ما شاءَ اللهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى (٧) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (٩) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشى (١٠) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (١١) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرى (١٢) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (١٣) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله تعالى : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١)) يقول صل يا محمد بأمر ربك (الْأَعْلَى (١)) أعلى كل شىء ، ويقال : اذكر يا محمد توحيد ربك ، ويقال : قل يا محمد سبحان ربى الأعلى فى والسجود (الَّذِي خَلَقَ) كل ذى روح (فَسَوَّى (٢)) خلقه باليدين والرجلين والعينين والأذنين وسائر الأعضاء (وَالَّذِي قَدَّرَ) جعل كل ذكر وأنثى (فَهَدى (٣)) فعرف وألهم كيف يأتى الذكر والأنثى ، ويقال : قدر خلقه حسنا أو دميما ، أو طويلا أو قصيرا ، ويقال : قدر السعادة والشقاوة ، لخلقه فهدى فبين الكفر والإيمان والخير والشرك (وَالَّذِي أَخْرَجَ) أنبت بالمطر (الْمَرْعى (٤)) الكلأ الأخضر (فَجَعَلَهُ) بعد خضرته (غُثاءً) يابسا (أَحْوى (٥)) أسود إذا حال عليه الحول (١) (سَنُقْرِئُكَ) سنعلمك يا محمد القرآن ، ويقال : سيقرأ عليك جبريل القرآن (فَلا تَنْسى (٦) إِلَّا ما شاءَ اللهُ) وقد شاء الله لا تنسى فلم ينس النبى صلىاللهعليهوسلم بعد ذلك شيئا من القرآن (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ) العلانية من القول والفعل (وَما يَخْفى (٧)) ما أخفى من السر مما لم تحدث به نفسك بعد (وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (٨)) سنهون عليك تبليغ الرسالة وسائر الطاعات (فَذَكِّرْ) عظ بالقرآن وبالله (إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (٩)) يقول : لا تنفع العظة بالقرآن بالله إلا
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٣٠ / ٩٧) ، وزاد المسير (٩ / ٨٩).