والبركة والرحمة (فِيها) فى الجنة (سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣)) فى الهواء ما لم يجئ إليها أهلها ، ويقال : مرتفعة لأهلها (وَأَكْوابٌ) كيزان بلا آذان ولا عرى ، ولا خراطيم مدورة الرأس (مَوْضُوعَةٌ (١٤)) فى منازلهم.
(وَنَمارِقُ) وسائد (مَصْفُوفَةٌ (١٥)) قد صف بعضها إلى بعض ، ويقال : قد نضد بعضها إلى بعض (وَزَرابِيُ) وهى شبه الطنافس (مَبْثُوثَةٌ (١٦)) مبسوطة لأهلها ، فلما أخبرهم النبى صلىاللهعليهوسلم بذلك ، قال كفار مكة : ائتنا بآية بأن الله أرسلك إلينا رسولا (١) ، فقال الله تعالى : (أَفَلا يَنْظُرُونَ) يعنى كفار مكة (إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧)) بقوتها وشدتها تقوم بحملها ولا يقوم غيرها (وَإِلَى السَّماءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨)) فوق الخلق لا ينالها شىء (وَإِلَى الْجِبالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩)) على الأرض لا يحركها شىء (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (٢٠)) بسطت على الماء كل هذا آية لهم (فَذَكِّرْ) عظ (إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ (٢١)) مخوف بالقرآن ، ويقال : واعظ متعظ بالقرآن وبالله (لَسْتَ عَلَيْهِمْ) يا محمد (بِمُصَيْطِرٍ (٢٢)) بمسلط أن تجبرهم على الإيمان ، ثم أمره بعد ذلك بالقتال ، فقال : (إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (٢٣)) ويقال : إلا من تولى بنصب الألف وكفر بالله (فَيُعَذِّبُهُ اللهُ) فى الآخرة (الْعَذابَ الْأَكْبَرَ (٢٤)) يعنى عذاب النار (إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ (٢٥)) مرجعهم فى الآخرة (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ (٢٦)) ثباتهم فى الدنيا وثوابهم وعقابهم فى الآخرة.
__________________
(١) انظر : الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢٥٧) ، ولابن البارزى (٣٢٥) ، والمصفى (٢١٤) ، وزاد المسير (٩ / ١٠٠).