طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (١٤) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦) وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (١٧) وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ (١٨) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠))
(الَّذِينَ يَرِثُونَ) أى ينزلون (الْفِرْدَوْسَ) مقصورة الرحمن والفردوس هو البستان بلغة أهل الروم (هُمْ فِيها خالِدُونَ (١١)) فى الجنة مقيمون لا يموتون ولا يخرجون منها (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) ولد آدم (مِنْ سُلالَةٍ) سلت (مِنْ طِينٍ (١٢)) والطين هو آدم (ثُمَّ جَعَلْناهُ) يعنى ماء السلالة (نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ (١٣)) فى مكان حريز رحم أمه فيكون نطفة أربعين يوما (ثُمَّ خَلَقْنَا) أى حولنا (النُّطْفَةَ عَلَقَةً) دما عبيطا فتكون علقة أربعين يوما (فَخَلَقْنَا) فحولنا (الْعَلَقَةَ مُضْغَةً) لحما أربعين يوما (فَخَلَقْنَا) فحولنا (الْمُضْغَةَ عِظاماً) بلا لحم (فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً) أوصالا وعروقا وغير ذلك (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) أى جعلنا فيه الروح (فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (١٤)) أحكم المحولين (١) (ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ (١٥)) أى تموتون (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ (١٦)) تحيون (وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ) سبع سموات بعضها فوق بعض مثل القبة (وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ (١٧)) تاركين لهم بلا أمر ولا نهى (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) مطرا (بِقَدَرٍ) من المعيشة وقيل بمقدار ما يكفيكم (فَأَسْكَنَّاهُ) فأدخلناه (فِي الْأَرْضِ) فجعلنا منه الركى والعيون والأنهار (وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ) على غور الماء فى الأرض (لَقادِرُونَ (١٨) فَأَنْشَأْنا لَكُمْ) خلقنا لكم ، ويقال : أنبتنا لكم (بِهِ) بالماء (جَنَّاتٍ) بساتين (مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ) كروم (لَكُمْ فِيها) فى البساتين (فَواكِهُ كَثِيرَةٌ) ألوان فواكه كثيرة (وَمِنْها) من ألوان الثمار (تَأْكُلُونَ (١٩) وَشَجَرَةً) تنبت بالمطر شجرة وهى شجرة الزيتون (تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ) من جبل مشجر ،
__________________
(١) انظر : المحرر الوجيز لابن عطية (٤ / ١٣٨) ، وغريب ابن قتيبة (٢٩٦) ، وزاد المسير (٥ / ٤٦٤) ، وتفسير الطبرى (١٨ / ٨) ، والقرطبى (١٢ / ١١١).