سورة الليل
ومن سورة الليل ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى (١) وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (٢) وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤) فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠) وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى (١١) إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢) وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣) فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤) لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (١٧) الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى (١٨) وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى (١٩) إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى (٢٠) وَلَسَوْفَ يَرْضى (٢١))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله تعالى : (وَاللَّيْلِ) يقول : أقسم الله بالليل (إِذا يَغْشى (١)) ضوء النهار (وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى (٢)) ظلمة الليل (وَما خَلَقَ) والذى خلق (١)(الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ) عملكم (لَشَتَّى (٤)) مختلف مكذب بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن ومصدق بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، والقرآن وعامل للجنة وعامل للنار ولهذا كان القسم (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى) تصدق بماله فى سبيل الله ، واشترى تسعة نفر من المؤمنين كانوا فى أيدى الكافرين يعذبونهم على دينهم فاشتراهم منهم وأعتقهم (وَاتَّقى (٥)) الكفر والشرك والفواحش (وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى (٦)) بعدة الله ، ويقال : بالجنة بلا إله إلا الله (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى (٧)) فسنهون عليه الطاعة ونستوقفه بالطاعة مرة بعد مرة ويقال : الصدقة فى سبيل الله مرة بعد مرة وهو أبو بكر الصديق (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ) بماله فى سبيل الله وهو الوليد بن المغيرة ، ويقال : أبو سفيان بن حرب ، فلم يكن مؤمنا حينئذ (وَاسْتَغْنى (٨)) فى نفسه عن الله (وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩)) بعدة الله ، ويقال : بالجنة ، ويقال بلا إله إلا الله (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠)) فسنهون عليه
__________________
(١) انظر : التبيان للعكبرى (٢ / ٢٨٦) ، وزاد المسير (٩ / ١٥٢) ، والنكت والعيون للماوردى (٢ / ٢٦٩) ، ومشكل ابن قتيبة (٢ / ٤٧٨) ، والدر المنثور (٦ / ٣٥٩).