سورة الضحى
ومن سورة الضحى ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى (٣) وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى (٥) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل : (وَالضُّحى (١)) يقول : أقسم الله بالنهار كله (وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢)) إذا أظلم واسود (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ) ما تركك ربك منذ أوحى إليك (وَما قَلى (٣)) ما أبغضك منذ أحبك ، ولهذا كان القسم ، وهذا بعدما حبس الله عنه الوحى خمس عشرة ليلة لتركه الاستثناء ، فقال المشركون ودعه ربه ، وقلاه (١) (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى (٤)) يقول : ثواب الآخرة خير لك من ثواب الدنيا (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ) فى الآخرة من الشفاعة (فَتَرْضى (٥)) حتى ترضى ، ثم ذكر منته عليه ، فقال : (أَلَمْ يَجِدْكَ) يا محمد (يَتِيماً) بلا أب ولا أم (فَآوى (٦)) آواك ، أى عمك أبى طالب وكفى مؤنتك ، فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : «نعم ، يا جبريل» وقال أيضا (وَوَجَدَكَ) يا محمد (ضَالًّا فَهَدى (٧) وَوَجَدَكَ) يا محمد (عائِلاً) فقيرا (فَأَغْنى (٨)) فأغناك بمال خديجة ، ويقال : أرضاك بما أعطاك ، فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : «نعم ، يا جبريل» فقال أيضا : (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ (٩)) لا تظلمه ولا تحتقره (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ (١٠)) لا ترده خائبا ولا تزجره (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ) بالنبوة والإسلام (فَحَدِّثْ (١١)) الناس بذلك وأخبرهم وأعلمهم بذلك.
__________________
(١) انظر : صحيح البخارى (٦ / ٨٦) ، ومسلم (٠١٢ / ١٥٦) ، والترمذى (٤ / ٣١٤) ، وأحمد (٤ / ٣١٢) ، والحميدى (٢ / ٣٤٢) ، وتفسير الطبرى (٣٠ / ١٤٨) ، وزاد المسير (٩ / ١٥٤) ، ولباب النقول للسيوطى (٢٣٠).