سورة الشرح
ومن سورة ألم نشرح ، وهى كلها مكية.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (٨))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)) وهذا معطوف على قوله (وَوَجَدَكَ عائِلاً فَأَغْنى (٨)) [الضحى : ٨] ، فقال : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١)) يا محمد قلبك للإسلام ، يقول : ألم نلين قلبك يوم الميثاق بالمعرفة والفهم والنصرة والعقل واليقين وغير ذلك ، ويقال : ألم نوسع قلبك بالنبوة ، فقال النبى صلىاللهعليهوسلم «نعم» فقال أيضا : (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢)) حططنا عنك إثمك (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣)) أثقل ظهرك به يعنى الإثم ، ويقال : أثقل ظهرك بالنبوة ، فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : «نعم» ، فقال أيضا : (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤)) صوتك بالأذان والدعاء والشهادة ، أن تذكر كما أذكر ، فقال النبى صلىاللهعليهوسلم : «نعم» ، فقال الله تعالى تعزية لنبيه بالفقر والشدة : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥)) مع الشدة رخاء (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦)) مع الشدة رخاء فذكر عسرا بين يسرين (فَإِذا فَرَغْتَ) من الغزو والجهاد والقتال (فَانْصَبْ (٧)) فى العبادة ، ويقال : إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب فى الدعاء (وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (٨)) وحوائجك إلى ربك فادفع (١).
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٣٠ / ١٥٠) ، والقرطبى (٢٠ / ١٠٥).