والطور هو الجبل بلسان النّبط ، والسيناء هو الجبل المشجر بلسان الحبشة (١)(تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ) أى تخرج الدهن (وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (٢٠)) أى وما يصبغ به الأكل.
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٢٢) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٢٣) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٢٦) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٢٧) فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٢٨) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٢٩) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (٣٠))
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ) فى الإبل (لَعِبْرَةً) لعلامة (نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها) من ألبانها تخرج من بين الفرث والدم لبنا خالصا (وَلَكُمْ فِيها) فى ركوبها ولحمها (مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها) من لحومها وألبانها وأولادها (تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيْها) على الإبل فى البر (وَعَلَى الْفُلْكِ) على السفن فى البحر (تُحْمَلُونَ (٢٢)) تسافرون (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ) لقومه (يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ) وحدوا الله (ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ) غير الذى آمركم أن تؤمنوا به (أَفَلا تَتَّقُونَ (٢٣)) عبادة غير الله (فَقالَ الْمَلَأُ) الرؤساء (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا) يعنون نوحا (إِلَّا بَشَرٌ) آدمى (مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ) بالرسالة والنبوة (وَلَوْ شاءَ اللهُ) أن يرسل إلينا رسولا (لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً) أى ملكا من الملائكة (ما سَمِعْنا بِهذا) الذى يقول نوح (فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ) ما هو يعنون نوحا (إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ) أى جنون (فَتَرَبَّصُوا) فانتظروا (بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥)) أى إلى حين يموت.
(قالَ) نوح (رَبِّ انْصُرْنِي) أعنى بالعذاب (بِما كَذَّبُونِ (٢٦)) بالرسالة (فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) أرسلنا إليه جبريل (أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ) أى خذ فى علاج السفينة
__________________
(١) انظر : السبعة لابن مجاهد (٤٤٤) ، ومعانى القرآن للفراء (٢ / ٢٣٣) ، والزجاج (١ / ٨٤) ، والأزهرى (٣٢٢) ، والبحر لمحيط (٦ / ٤٠٠).