سورة الزّلزلة
ومن سورة إذا زلزلت ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (٨))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله تعالى : (إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١)) يقول : تزلزلت الأرض زلزلة واضطربت الأرض اضطرابة فانكسر ما عليها من الشجر والجبال والبنيان (١) (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢)) أموالها وكنوزها (وَقالَ الْإِنْسانُ) يعنى الكافر (ما لَها (٣)) تعجبا منها مما يرى من الهول (يَوْمَئِذٍ) تزلزلت الأرض (تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤)) تخبر الأرض بما عمل عليها من الخير والشر (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥)) أذن لها فى الكلام (يَوْمَئِذٍ) يوم تتكلم الأرض (يَصْدُرُ) يرجع (النَّاسُ أَشْتاتاً) فرقا فرقا فريق إلى الجنة وهم المؤمنون وفريق إلى النار وهم الكافرون (لِيُرَوْا) لكى يروا (أَعْمالَهُمْ (٦)) ما عملوا عليها من الخير والشر ، ثم نزل فى قوم كانوا يرون أنهم لا يؤجرون على قليل من الخير ولا يأثمون على قليل من الشر فحثهم على القليل من الخير وحذرهم على القليل من الشر ، فقال : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) وزن نملة صغيرة أصغر ما يكون من النمل (خَيْراً يَرَهُ (٧)) فى كتابه فيسره ويقال : المؤمن يرى عمله فى الآخرة والكافر يرى عمله فى الدنيا (وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) وزن نملة صغيرة (شَرًّا يَرَهُ (٨)) يجده فى كتابه فيسوء ، ويقال : يرى المؤمن فى الدنيا والكافر فى الآخرة.
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٣٠ / ١٧١) ، والقرطبى (٢٠ / ١٤٧).