سورة العاديات
ومن سورة العاديات ، وهى كلها مدنية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عز من قائل : (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١)) وذلك أن النبى صلىاللهعليهوسلم بعث سرية إلى بنى كنانة فأبطأ عليه خبرهم فاغتم بذلك النبى صلىاللهعليهوسلم فأخبر الله نبيه عن ذلك على وجه القسم ، فقال (وَالْعادِياتِ ضَبْحاً (١)) يقول : أقسم الله بخيول الغزاة ضبحا ضبحت أنفاسهن من العدو (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢)) يورين النار بحوافرهن قدحا كالقادح لا ينتفع بنارها كما لا ينتفع بنار أبى حباحب ، وكان أبو حباحب رجلا من العرب أبخل الناس ممن يكون فى العساكر لا يوقد نارا أبدا للخبز ولا لغيره ، حتى ينام كل ذى عين ، ثم يوقدها فإذا أيقظ أحد أطفأها لكى لا ينتفع بها (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣)) فأغرن عند الصباح (فَأَثَرْنَ بِهِ) بحوافرهن ، ويقال : بعدوهن ، ويقال : بالمكان (نَقْعاً (٤)) غبارا ترابا (فَوَسَطْنَ بِهِ) بعدوهن (جَمْعاً (٥)) جمع العدو ولها وجه آخر (وَالْعادِياتِ) يقول : أقسم الله بخيول الحجاج وإبلهم إذا رجعن من عرفة إلى مزدلفة (ضَبْحاً (١)) ضبحت أنفاسهن (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢)) يورين النار بالمزدلفة فهن الموريات ، ويقال : (فَالْمُورِياتِ قَدْحاً (٢)) فالمنجيات عملا وهو الحج (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً (٣)) إذا رجعن من المزدلفة إلى منى غدوة فهن المغيرات (فَأَثَرْنَ بِهِ) بالمكان (نَقْعاً (٤)) ترابا (فَوَسَطْنَ بِهِ) بعدوهن (جَمْعاً (٥)) أقسم الله بهذه الأشياء (إِنَّ الْإِنْسانَ) يعنى الكافر وهو قرط بن عبد الله بن عمرو ، ويقال : أبو حباحب (لِرَبِّهِ