سورة القارعة
ومن سورة القارعة ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (٩) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (١٠) نارٌ حامِيَةٌ (١١))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل : (الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ (٢)) يقول : الساعة ما الساعة يعجبه بذلك وإنما سميت القارعة لأنها تقرع القلوب (وَما أَدْراكَ) يا محمد (مَا الْقارِعَةُ (٣)) تعظيما لها ، ثم بينها ، فقال : (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ) يجول الناس بعضهم فى بعض (كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤)) المبسوط يجول بعضها فى بعض ، والفراش هو شىء يطير بين السماء والأرض مثل الجراد (وَتَكُونُ) تصير (الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥)) كالصوف المندوف الملون (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (٦)) حسناته فى ميزانه وهو المؤمن (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٧)) فى جنة مرضية قد رضيها لنفسه (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨)) وهو الكافر (فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (٩)) جعل أمه مأواه ومصيره الهاوية ، ويقال : يهوى فى النار على هامته (وَما أَدْراكَ) يا محمد (ما هِيَهْ (١٠)) تعظيما لها ، ثم بينها ، فقال : (نارٌ حامِيَةٌ (١١)) حارة قد انتهى حرها (١).
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٣٠ / ١٨٢) ، والقرطبى (٢٠ / ١٦٧) ، وزاد المسير (٩ / ٢١٦).