سورة الهمزة
ومن سورة الهمزة ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ (٢) يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣) كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل (وَيْلٌ) شدة عذاب ، ويقال : (وَيْلٌ) واد فى جهنم من قيح ودم ، ويقال جب فى النار (لِكُلِّ هُمَزَةٍ) مغتاب للناس هن خلفهم (لُمَزَةٍ (١)) طحان لعان فحاش فى وجوههم ، نزلت هذه الآية فى الأخنس بن شريق ، ويقال : الوليد بن المغيرة المخزومى وكان يغتاب النبى صلىاللهعليهوسلم من خلفه ويطعن فى وجهه (الَّذِي جَمَعَ مالاً) فى الدنيا (وَعَدَّدَهُ (٢)) عدد ماله ، ويقال : عدد جماله (يَحْسَبُ) يظن الكافر (أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ (٣)) يخلده فى الدنيا (كَلَّا) وهو رد علي لا يخلده (لَيُنْبَذَنَ) ليطرحن (فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ) يا محمد (مَا الْحُطَمَةُ (٥)) تعظيما لها.
ثم بينها له ، فقال : (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦)) المستعرة على الكفار (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧)) تأكل كل شىء حتى تبلغ إلى القلب (إِنَّها) يعنى النار (عَلَيْهِمْ) على الكفار (مُؤْصَدَةٌ (٨)) مطبقة (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)) يقول : طباقها ممدوة إلى العمد ، ويقال : قعرها بعيد (١).
__________________
(١) انظر : زاد المسير (٩ / ٢٣٠) ، وتفسير الطبرى (٣٠ / ١٩٠) ، والقرطبى (٢٠ / ١٨٥) ، ومعانى القرآن للفراء (٣ / ٢٩٠).