سورة الكافرون
ومن سورة الكافرون ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عز من قائل : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ (١)) وذلك أن المستهزئين هم : العاص بن وائل السهمى ، والوليد بن المغيرة ، وأصحابهما ، قالوا : استسلم لآلهتنا يا محمد ، حتى نعبد إلهك الذى تعبد ، فقال الله : (قُلْ) يا محمد ، لهؤلاء المستهزئين يا أيها الكافرون المستهزئون بالله والقرآن (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ (٢)) من دون الله من الأوثان (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ) تعبدون (ما أَعْبُدُ (٣)) وهذان فى المستقبل (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ (٤)) من دون الله (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٥)) وهذان فى الماضى ، ويقال : لا أعبد ولا أوحد (ما تَعْبُدُونَ (٢)) ما توحدون من دون الله (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ) موحدون ، (ما أَعْبُدُ (٣)) ما أوحد (وَلا أَنا عابِدٌ) موحد (ما عَبَدْتُّمْ (٤)) ما وحدتم من دون الله (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ) موحدون (ما أَعْبُدُ (٣)) ما أوحد (لَكُمْ دِينُكُمْ) عليكم دينكم بالكفر والشرك بالله (وَلِيَ دِينِ (٦)) الإسلام والإيمان بالله ، ثم نسختها آية القتال (وقاتلهم بعد ذلك) (١).
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (٣٠ / ٢١٣) ، ولباب النقول (٢٣٦) ، وبصائر ذوى التمييز (١ / ٥٤٨) ، والمصفى (٢١٤) ، وزاد المسير (٩ / ٢٥٤).