سورة المسد
ومن سورة تبت ، وهى كلها مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥))
عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله عزوجل : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) وذلك أنه لما قال الله لنبيه صلىاللهعليهوسلم وأنذر عشيرتك الأقربين ، فقال لهم : بعدما دعاهم قولوا لا إله إلا الله ، فقال له عمه أخو أبيه من أمه واسمه عبد العزى كنيته أبو لهب : تبا للك يا محمد ألهذا دعوتنا فأنزل الله فيه : (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) يقول : خسرت يد أبى لهب من كل خير (وَتَبَ (١)) خسر نفسه عن التوحيد (ما أَغْنى عَنْهُ) فى الآخرة (مالُهُ) كثرة ماله فى الدنيا (وَما كَسَبَ (٢)) يعنى كثرة الأولاد (سَيَصْلى) سيدخل فى الآخرة (ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣)) تشتغل تغيظ (وَامْرَأَتُهُ) معه أم جميلة بنت حرب بن أمية (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)) نقالة النميمة كانت تمشى بالنميمة بين المسلمين والكافرين ، ويقال : كانت تأتى بالشوك فتطرده فى طريق النبى صلىاللهعليهوسلم إلى المسجد وطريق المسلمين (فِي جِيدِها) فى عنقها فى النار (حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)) سلسلة من حديد ، ويقال : فى عنقها رسن من ليف الذى اختفت به وماتت (١).
__________________
(١) انظر : صحيح البخارى (٦ / ٩٤) ، ومسلم (٣ / ٨٣) ، والترمذى (٤ / ٢٢٠) ، وأحمد فى المسند (١ / ٢١٨) ، وتفسير الطبرى (٣٠ / ٢١٧) ، وفى التاريخ (٢ / ٢١٦) ، والبيهقى فى دلائل النبوة (١ / ٤٣١).