الخروج من النار (إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ) طائفة (مِنْ عِبادِي) المؤمنين (يَقُولُونَ رَبَّنا) يا ربنا (آمَنَّا) بك وبكتابك (فَاغْفِرْ لَنا) ذنوبنا (وَارْحَمْنا) فلا تعذبنا (وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١٠٩)) أنت أرحم علينا من الوالدين (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا) استهزاء (حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي) حتى شغلكم ذلك عن توحيدى وطاعتى (وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (١١٠)) عليهم وتستهزئون.
(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (١١١) قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ (١١٣) قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١٤) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦) وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (١١٧) وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (١١٨))
(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ) أى الجنة (بِما صَبَرُوا) على طاعتى وعلى أذاكم (أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (١١١)) أى فازوا بالجنة ونجوا من النار ، نزلت هذه الآية فى أبى جهل وأصحابه لاستهزائهم على سلمان وأصحابه (قُلْ) الله لهم (كَمْ لَبِثْتُمْ) مكثتم (فِي الْأَرْضِ) فى القبور (عَدَدَ سِنِينَ (١١٢)) الشهور والأيام (قالُوا لَبِثْنا يَوْماً) ثم شكوا فى ذلك فقالوا (أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) ثم قالوا : لا ندرى ذلك (فَسْئَلِ الْعادِّينَ (١١٣)) أى الحفظة ، ويقال : ملك الموت وأعوانه (قُلْ) الله لهم (إِنْ لَبِثْتُمْ) ما مكثتم فى القبور (إِلَّا قَلِيلاً) عند مكثكم فى النار (لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (١١٤)) أى إن كنتم تصدقون قولى ، ويقال : يقول الله لهم : لو أنكم إن كنتم فى الدنيا تعلمون أى تصدقون أنبيائى إذا لعلمتم إن لبثتم ما مكثتم فى القبور إلا قليلا مقدم ومؤخر (أَفَحَسِبْتُمْ) أفظننتم يا أهل مكة (أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً) هملا بلا أمر ولا نهى ، ولا ثواب ولا عقاب (وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (١١٥)) أى بعد الموت (فَتَعالَى اللهُ) أى ارتفع وتبرأ عن الولد والشريك (الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (١١٦)) أى السرير الحسن (وَمَنْ يَدْعُ) يعبد (مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) من الأوثان (لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) لا حجة له مما يعبد من دون الله (فَإِنَّما حِسابُهُ) عذابه (عِنْدَ رَبِّهِ) فى الآخرة (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ) أى لا يأمن ولا ينجو (الْكافِرُونَ (١١٧)) من عذاب الله (وَقُلْ) يا محمد (رَبِّ اغْفِرْ) أى تجاوز عن