الصَّادِقِينَ (٩)) فيما يقول عليها (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ) أى من الله (عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) لبين الكاذب منكم (وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ) متجاوز لمن تاب (حَكِيمٌ (١٠)) أى بحكم اللعان بين الرجل والمرأة بالفرية ، نزلت هذه الآية فى عاصم بن عدى الأنصارى ابتلى بهذا.
(إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١) لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٣) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٤) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ (١٥) وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ (١٦) يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧) وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١٨) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (١٩) وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (٢٠))
(إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ) تكلموا بالكذب (عُصْبَةٌ) جماعة (مِنْكُمْ) نزلت فى عبد الله بن أبى بن سلول المنافق ، وحسان بن ثابت الأنصارى ، ومسطح بن أثاثة ابن خالة أبى بكر الصديق ، وعباد بن عبد المطلب ، وحمنة بنت جحش الأسدية ، فيما قالوا على عائشة وصفوان بن المعطل من الفرية (١)(لا تَحْسَبُوهُ) يعنى القذف لعائشة وصفوان (شَرًّا لَكُمْ) فى الآخرة (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) فى الثواب (لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ) ممن خاض فى أمر عائشة وصفوان بن المعطل (مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ) على قدر ما خاض فيه (وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ) أشاع وأعظم المقالة فيه وهو عبد الله بن أبى (مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١)) فى الدنيا بالحد وفى الآخرة بالنار (لَوْ لا) هلا (إِذْ سَمِعْتُمُوهُ) قذف عائشة وصفوان (ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ) بأمهاتهم (خَيْراً) يقول هلا ظننتم بعائشة أم المؤمنين كما تظنون بأمهاتكم (وَقالُوا) هلا قلتم (هذا) أى هذا القذف (إِفْكٌ مُبِينٌ (١٢)) كذب بين (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ) هلا جاؤوا على ما قالوا (بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) عدول فيصدقونهم بذلك (فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٨ / ٧٧) ، والبحر المحيط (٦ / ٤٣٧).