سورة الشعراء
ومن السورة التى يذكر فيها الشعراء ، وهى كلها مكية غير الآية التى
ذكرها فى آخرها : (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) فإنها نزلت بالمدينة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(طسم (١) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (٤) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (٥) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٦) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (٧) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٩) وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠)) عن ابن عباس ، رضى الله عنه ، فى قوله تعالى : (طسم (١)) ط : طوله وقدرته ، س : سناؤه ، م : ملكه ، ويقال : قسم أقسم به (١) (تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (٢)) يقول : أقسم أن هذه السورة آيات القرآن المبين بالحلال والحرام والأمر والنهى (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ) أى قاتل نفسك يا محمد بالحزن عليهم (أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٣)) يعنى قريشا ، وكان حريصا على إيمانهم يحب إيمانهم (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً) علامة (فَظَلَّتْ) فصارت (أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (٤)) ذليلين (وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ) ما يأتى جبريل إلى نبيهم بقرآن (مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ) بإتيان محدث بعضه على إثر بعض (إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (٥)) مكذبين بالقرآن (فَقَدْ كَذَّبُوا) محمدا صلىاللهعليهوسلم والقرآن (فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا) أخبار (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٦)) من العذاب ، ويقال : خبر عقوبة استهزائهم بمحمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن (أَوَلَمْ يَرَوْا) كفار مكة (إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) من كل لون (كَرِيمٍ (٧)) حسن فى المنظر (إِنَّ فِي ذلِكَ) فى اختلاف ألوانه (لَآيَةً) لعلامة وعبرة (وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٨)) لم يكونوا
__________________
(١) وينقل ذلك القول أيضا عن القرظى. انظر : تفسير الطبرى (١٩ / ٣٧) ، والقرطبى (١٣ / ٨٩) ، والدر المنثور (٥ / ٨٢).