الأنبياء منذ البداية ـ لم يرفع ، والعلم يتوارث ، وكان عليّ عليهالسلام عالم هذه الأمّة. قال : وإنه لم يمت منّا عالم قطّ إلّا خلّفه من أهله من علم مثل علمه ، أو ما شاء الله ...» (١).
قال الإمام الصادق عليهالسلام : «إنّا أهل بيت لم يزل الله يبعث منا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره» (٢).
نعم كان ذلك هو مقتضى تلازم الكتاب والعترة ، فلا يمكن الاهتداء بأحدهما بعيدا عن الآخر ؛ إذ كما أنّ للكتاب موضع التشريع والتأسيس ، كان للعترة موضع التفصيل والتّبيين ، كما كان ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
هكذا عرفت الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان ، هذا الموضع الرفيع لآل البيت ، ولا سيّما رأسهم ورئيسهم الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام. فكانوا يراجعونهم فيما أشكل عليهم من مسائل الشريعة ومفاهيم القرآن ، مذعنين لهم هذا المقام السامي.
هذا الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ، ومن أكابر الصحابة قدرا وأجلّائهم شأنا ، تراه يذعن برفعة مقام شاخص هذا البيت الإمام أمير المؤمنين. وأنه قد تتلمذ على يده حتى في حياة صادق الرسالة الأمين ـ صلوات الله عليه ـ.
أخرج أبو جعفر الطوسي ـ في أماليه ـ بإسناده إلى ابن مسعود ، قال : قرأت على النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سبعين سورة من القرآن أخذتها من فيه ، وقرأت سائر القرآن على خير هذه الأمّة وأقضاهم بعد نبيّهم ، عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه (٣).
__________________
(١) الكافي الشريف ، ج ١ ، ص ٢٢٢ رقم ٢.
(٢) بصائر الدرجات ، ص ١٩٤ رقم ٦.
(٣) الأمالي ـ للطوسي ، ج ٢ ، ص ٢١٩. وإذ كنّا نعرف أن السور المكية (٨٦) سورة. نعرف أن ابن