ومحض الكفر محضا. حتى تؤخذ الأوتار والثارات ، ولا يظلم ربك أحدا. ونحن تأويل هذه الآية : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ...)(١).
قال العلامة المجلسي : ورواه ابن عياش في المقتضب بإسناده إلى سلمان أيضا (٢).
قلت : وهذا عن تأويل الآيتين ، وتفسير معاني القرآن الباطنة.
قال أبو علي الطبرسي : واستدل بهذه الآية ـ سورة النمل / ٨٣ ـ على صحة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإمامية. بأن قال : إنّ دخول «من» في الكلام يوجب التبعيض ، فدلّ ذلك على أن اليوم المشار إليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم ، وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول فيه سبحانه : (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً).
قال : وقد تظاهرت الأخبار عن أئمة الهدى من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في أن الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي قوما ممن تقدّم موتهم من أوليائه وشيعته ، ليفوزوا بثواب نصرته ويبتهجوا بظهور دولته ، ويعيد أيضا قوما من أعدائه لينتقم منهم وينالوا بعض ما يستحقّونه من الخزي والهوان.
قال : ولا يشكّ عاقل أنّ هذا مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه. وقد فعل الله ذلك في الأمم الخالية ، ونطق به القرآن في عدّة مواضع ، مثل قصّة عزير وغيره على ما فسّرناه في موضعه.
__________________
(١) القصص / ٥.
(٢) بحار الأنوار ، ج ٥٣ ، ص ١٤٢ ـ ١٤٤.