كان قد أتى بشيء جديد.
ومن ثمّ كان للقرآن لغته الخاصّة به ، ولسانه الذي يتكلّم به ، ولهجته التي يلهج بها ، ممتازة عن سائر اللهجات.
نعم ، إنّ للقرآن مصطلحات في تعابيره عن مقاصده ومراميه ، كانت تخصّه ، ولا تعرف مصطلحاته إلّا من قبل نفسه ، شأن كل صاحب اصطلاح.
ومن المعلوم أنّ الوقوف على مصطلحات أيّ فنّ من الفنون ، لا يمكن بالرجوع إلى اللغة وقواعدها ، ولا إلى الأصول المقرّرة لفهم الكلام في الأعراف ؛ لأنها أعراف عامّة ، وهذا عرف خاص. فمن رام الوقوف على مصطلحات علم النحو ـ مثلا ـ فلا بد من الرجوع إلى النحاة أنفسهم لا غيرهم ، وهكذا سائر العلوم والفنون من ذوي المصطلحات.
ومن ثمّ فإن القرآن هو الذي يفسّر بعضه بعضا ، وينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض.
نعم يختص ذلك بالتعابير ذوات الاصطلاح ، وليس في مطلق تعابيره التي جاءت وفق العرف العامّ.
وبعبارة أخرى : ليس كل تعابير القرآن مما لا يفهم إلّا من قبله ، إنّما تلك التعابير التي جاءت وفق مصطلحه الخاصّ ، وكانت تحمل معاني غير معاني سائر الكلام. أمّا التي جاءت وفق اللغة أو العرف العام ، فطريق فهمها هي اللغة والأصول المقررة عرفيّا لفهم الكلام.
وبعبارة ثالثة : الحاجة إلى عرفان مصطلحات القرآن ، إنّما تكون في موارد التفسير ؛ حيث الغموض والإبهام في ظاهر التعبير ، دون ترجمة الألفاظ والكلمات ، وإدراك مفاهيم الكلام وفق الأعراف العامّة ، مما يعود إلى البحث عن