المقحمات» (١) وروي عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أنزل الله تعالى آيتين أوّلهما آمن الرسول من كنوز الجنة كتبهما الرحمن بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة من قرأهما بعد الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل» (٢) والكتابة باليد تمثيل وتصوير لإثباتهما وتقديرهما بألفي سنة تصوير لقدمهما ؛ لأنّ مثل هذا يقال لطول الزمان لا للتحديد.
وروي عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «أوتيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن نبيّ قبلي» (٣). وروي عنه أنه قال : «من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه» (٤) أي : عن قيام الليل أو عن كل ما يسوءه وهذا يردّ قول من استنكر أن يقال سورة البقرة ، وقال : ينبغي أن يقال السورة التي يذكر فيها البقرة كما قال عليه الصلاة والسّلام : «السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن فتعلموها ، فإن تعلمها بركة وتركها حسرة ولن تستطيعها البطلة» قيل : وما البطلة؟ قال : «السحرة» (٥) أي : أنهم مع حذقهم لا يوفقون لتعليمها أو التأمّل في معانيها أو العمل بما فيها ، وسموا بطلة لانهماكهم في الباطل أو لبطالتهم عن أمر الدين ، والفسطاط الخيمة أو المدينة الجامعة سميت به السورة لاشتمالها على معظم أصول الدين وفروعه والإرشاد إلى كثير من مصالح العباد ونظام المعاش ونجاة المعاد. وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : أنه رمى الجمرة ثم قال : من ههنا والذي لا إله إلا هو رمى الذي أنزلت عليه سورة البقرة ولا فرق بين هذا وبين قولك سورة الزخرف والممتحنة والمجادلة.
وروي عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إنّ الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة فلا يقرآن في دار ثلاث ليال فلا يقربها شيطان» (٦) انتهى.
__________________
(١) أخرجه مسلم في الإيمان حديث ١٧٣ ، والترمذي في التفسير حديث ٣٢٧٦ ، والنسائي في الصلاة حديث ٤٥١.
(٢) أخرجه القرطبي في تفسيره ٣ / ٤٣٣ ،
(٣) أخرجه أحمد في المسند ١ / ٢٨٧ ، ٤٢٢ ، ٥ / ١٥١ ، ١٨٠.
(٤) أخرجه البخاري في المغازي حديث ٤٠٠٨ ، ومسلم في المسافرين حديث ٨٠٧ ، وأبو داود في الصلاة حديث ١٣٩٧ ، والترمذي في فضائل القرآن حديث ٢٨٨١ ، وابن ماجه في الإقامة حديث ١٣٦٨.
(٥) أخرجه مسلم في المسافرين حديث ٨٠٤ ، والدارمي في فضائل القرآن باب ١٣ ، ١٥ ، وأحمد في المسند ٥ / ٢٤٩ ، ٢٥١ ، ٢٥٥ ، ٢٥٧ ، ٣٤٨ ، ٣٥٢ ، ٣٦١.
(٦) أخرجه الترمذي في فضائل القرآن حديث ٢٨٨٢ ، والدارمي في فضائل القرآن حديث ٣٣٨٧.