بسم الله الرّحمن الرّحيم
تقديم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسّلام على سيدنا ونبينا محمد أشرف خلق الله أجمعين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد :
فإن للقرآن الكريم الشأن العظيم والأكبر في حياة المسلمين ، فهو الموجه لهم في الحياة والمعاملات وشتى المظاهر الاجتماعية ، وهو المنبع الصافي الذي ينهلون منه فلسفتهم الروحية والخلقية ، وهو المنار الذي يستضاء به في أساليب البلاغة العربية وهو هديهم في شريعتهم.
فلا عجب أن يكون القرآن الكريم موضع عناية المسلمين منذ البدء ، فقد ظهرت أنواع المؤلفات في أحكامه وفي تفسيره ، وفي بلاغته ، وفي لغته وإعرابه ، وقراءته ، حتى لقد ازدهرت في الثقافة الإسلامية ضروب من العلوم والفنون حول القرآن وتحت رايته.
وعلم تفسير القرآن ، هو علم يفهم به كتاب الله المنزل على محمد صلىاللهعليهوسلم ، وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه ، واستمداد ذلك من علم اللغة ، والنحو ، والصرف ، وعلم البيان ، وأصول الفقه ، والقراءات ، وهو علم أيضا يعرف به نزول الآيات ، وشؤونها وأقاصيصها والأسباب النازلة فيها ، ثم ترتيب مكيّها ومدنيّها ، ومحكمها ومتشابهها ، وناسخها ومنسوخها ، وخاصها وعامها ، ومطلقها ومقيدها ، ومجملها ، ومفسرها ، وحلالها وحرامها ، ووعدها ووعيدها ، وأمرها ونهيها ، وأمثالها ، وغير ذلك.
هذا تفسير القرآن الكريم المسمى «بالسراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير» للإمام العلامة الشيخ الخطيب الشربيني المتوفى سنة ٩٧٧ ه ، وهذا التفسير يعد من أهم التفاسير التي كتبت في عصره.
وقد حاولنا قدر الإمكان تنقية النص من الأخطاء المطبعية ، وكذلك في توضيح