عاصم وحمزة والكسائي بتنوين التاء ، والباقون بغير تنوين (إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ) في صنعه فيرفع من يشاء ويخفض من يشاء (عَلِيمٌ) بخلقه فهو الفعال لما يريد.
(وَوَهَبْنا لَهُ) أي : إبراهيم (إِسْحاقَ) أي : ابنا له (وَيَعْقُوبَ) أي : ابنا لإسحاق فهو ابن ابنه (كُلًّا) منهما ومن أبيهما (هَدَيْنا) إلى سبيل الرشاد ووفقناه إلى طريق الحق والصواب (وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ) أي : قبل إبراهيم (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ) أي : نوح لا إبراهيم لأنه تعالى ذكر في جملتهم يونس ولوطا ولم يكونا من ذرّية إبراهيم ، وقيل : الضمير لإبراهيم ويكون ذلك من باب التغليب فإنّ التغليب سائغ شائع في انتساب العرب (داوُدَ) وهو ابن إيشا هديناه وكان ممن آتاه الله الملك والنبوّة (وَسُلَيْمانَ) هو ابن داود وهما اللذان بنيا بيت المقدس بأمر الله تعالى داود بخطه وتأسيسه وسليمان بإكماله وتشييده (وَأَيُّوبَ) هو ابن أموص بن رزاح بن روم بن عيصو بن إسحاق بن إبراهيم (وَيُوسُفَ) هو ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
فإن قيل : لم قدم أيوب على يوسف مع أنّ يوسف أقرب منه؟ أجيب : بأنه قدمه للمناسبة بينه وبين سليمان لأنّ كلا منهما ابتلي بأخذ كل ما في يده ثم ردّه الله تعالى إليه (وَمُوسى) هو ابن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب (وَهارُونَ) هو أخو موسى أكبر منه بسنة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين (وَكَذلِكَ) كما جزينا إبراهيم على توحيده وصبره على أذى قومه بأن رفعنا درجته ووهبنا له أولادا أنبياء (نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) على إحسانهم.
(وَزَكَرِيَّا) هو ابن أدن بن بركيا ، وقرأ حفص وحمزة والكسائي بغير همز ، والباقون بالهمز (وَيَحْيى) هو ابن زكريا (وَعِيسى) هو ابن مريم بنت عمران (وَإِلْياسَ) قال ابن مسعود : هو إدريس وله اسمان مثل يعقوب وإسرائيل قال البغويّ : والصحيح أنه غيره لأنّ الله تعالى ذكره في ولد نوح وإدريس جدّ أبي نوح وهو إلياس بن ياسين بن فنحاس بن العيزار بن هارون بن عمران (كُلٌ) منهم (مِنَ الصَّالِحِينَ) أي : الكاملين في الصلاح وهو الإتيان بما ينبغي والتحرّز عما لا ينبغي (وَإِسْماعِيلَ) هو ابن إبراهيم وإنما أخر ذكره إلى هنا لأنه ذكر إسحاق وذكر أولاده من بعده على نسق واحد فلهذا السبب أخر ذكر إسماعيل إلى هنا (وَالْيَسَعَ) هو أخطوب بن العجوز ، وقرأ حمزة والكسائي بتشديد اللام وسكون الياء والباقون بسكون اللام وفتح الياء (وَيُونُسَ) هو ابن متى (وَلُوطاً) هو ابن هاران أخي إبراهيم (وَكلًّا) منهم (فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) أي : بالنبوّة وفيه دليل على فضلهم على من عداهم من الخلق من أنس وملك ويستدلّ بهذه الآية من يقول إنّ الأنبياء أفضل من الملائكة.
وقوله تعالى : (وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ) عطف على (كلا) أو (نوحا) ومن للتبعيض أي : وفضلنا بعض آبائهم وبعض ذرّياتهم وإخوانهم لأنّ آباء بعضهم كانوا مشركين وعيسى ويحيى لم يكن لهما ولد وكان في ذرّية بعضهم من كان كافرا كابن نوح وقوله تعالى : (وَاجْتَبَيْناهُمْ) أي : اخترناهم ، عطف على فضلنا أو هدينا (وَهَدَيْناهُمْ) أي : وأرشدناهم (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) هو الدين الحق.
(ذلِكَ) أي : الذي هدوا إليه (هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) سواء كان له أب يعلمه أو كان له من يحمله على الضلال أم لا فهو سبحانه وتعالى هو المتفضل بالهداية (وَلَوْ أَشْرَكُوا) أي : ولو فرض إشراك هؤلاء الأنبياء بعد علوّ درجتهم وفضلهم (لَحَبِطَ عَنْهُمْ) أي : لفسد وسقط