سورة الرعد
مكية ، إلا (وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا) الآية (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً) الآية أو مدنية إلا (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ) وهي ثلاث أو أربع أو خمس أو ست وأربعون آية وعدد كلماتها ثمانمائة وخمس وخمسون كلمة وعدد حروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وسبعة أحرف.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(بِسْمِ اللهِ) الحق الذي كل ما عداه باطل (الرَّحْمنِ) الذي عمّ الرغبة والرهبة بعموم الرحمة (الرَّحِيمِ) الذي خص من شاء بما يرضاه عظيم الرهبة.
(المر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١) اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (٢) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٣) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٤) وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٥))
(المر) قال ابن عباس معناه أنا الله أعلم وأرى. وقال في رواية عطاء : أنا الله الملك الرحمن. وقد تقدم الكلام على شيء من أوائل السور في أوّل سورة البقرة ، وقرأ قالون وابن كثير وحفص بالفتح ، وقرأ ورش بين بين والباقون بالإمالة (تِلْكَ ،) أي : هذه الآيات (آياتُ الْكِتابِ ،) أي : القرآن ، والإضافة بمعنى من ، وقيل : المراد بالكتاب السورة الكاملة ، ووصفت بالكمال من تعريف الكتاب بأل ؛ لأنّ خبر المبتدأ إذا عرف بلام الجنس أفاد المبالغة ، وقوله تعالى : (وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ،) أي : القرآن مبتدأ وخبره (الْحَقُّ ،) أي : الموضوع كل شيء منه في موضعه على ما تدعو إليه الحكمة الواضح الذي لا يتخلف شيء منه عن مطابقة الواقع من بعث ولا غيره (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ ،) أي : مشركي مكة (لا يُؤْمِنُونَ) لإخلالهم بالنظر والتأمّل فيه.
قال مقاتل : نزلت في مشركي مكة حين قالوا : إنّ محمدا يقوله من تلقاء نفسه فرد الله تعالى عليهم بذلك.