سورة الدخان
مكية وقيل : إلا قوله تعالى : (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً) الآية وهي ست أو سبع أو تسع وخمسون آية وثلاثمئة وست وأربعون كلمة وألف وأربعمائة وواحد وثلاثون حرفا.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(بِسْمِ اللهِ) الملك الجبار الواحد القهار. (الرَّحْمنِ) الذي عم بنعمته سائر مخلوقاته (الرَّحِيمِ) بأهل وداده وقوله تعالى :
(حم (١) وَالْكِتابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْراً مِنْ عِنْدِنا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (١٦) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبادَ اللهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨))
(حم) قرأه ابن ذكوان وشعبة وحمزة والكسائي بإمالة الحاء محضة ، وقرأه ورش وأبو عمرو بالإمالة بين بين والباقون بالفتح وتقدمت الإشارة إلى شيء من أسرار أخواتها وقوله تعالى :
(وَالْكِتابِ الْمُبِينِ) فيه احتمالان ؛ الأول : أن يكون التقدير هذه حم والكتاب المبين كقولك : هذا زيد والله ، الثاني : أن يكون التقدير حم والكتاب المبين.
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ) فيكون في ذلك تقدير قسمين على شيء واحد ويجوز أن يكون (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) جواب القسم وأن يكون اعتراضا والجواب قوله تعالى : (إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) واختاره ابن عطية ، وقيل : (إِنَّا كُنَّا) مستأنف و (فِيها يُفْرَقُ) يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون صفة ليلة وما بينهما اعتراض.
تنبيه : يجوز أن يكون المراد بالكتاب هنا الكتب المتقدمة المنزلة على الأنبياء عليهمالسلام كما قال تعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ) [الحديد : ٢٥] ويجوز أن يكون المراد به اللوح المحفوظ قال الله تعالى : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) [الرعد : ٣٩] وقال تعالى : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الزخرف : ٤] ويجوز أن يكون المراد به القرآن واقتصر على ذلك البيضاوي وتبعه الجلال المحلي ، وعلى هذا فقد أقسم بالقرآن أنه أنزل