فإن قَبِلَتاه وإلاّ أشهدتُ اللّهَ وأشهدتُك عليهما ، ورأيتُ قتالَهما على ضلالتِهما ، قال : وتعقرُ الجملَ وإنْ وَقَعَ في النار؟ قلتُ ، نعم (٥٣).
قال : اللّهمّ اشهَد ، ثمّ قال :
يا علي ، إذا فَعَلَتا ما شهد عليهما القرآنُ فأبِنْهُما منّي (٥٤). فإنّهما بائنتان ، وأَبواهُما شريكان لهُما فيما عَمِلَتا وَفَعَلَتا (٥٥).
ز ) ... قال علي بن أبي طالب عليهالسلام ، كان في الوصيّةِ أنْ يُدفع إليّ الحَنُوط (٥٦) ، فدعاني رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قبلَ وفاتِه بقليل فقال :
يا علي ويافاطمة ، هذا حَنُوطي من الجنّةِ دَفعَهُ إليَّ جبرئيل ، وهو يقرؤُكما السَلام ويقولُ لكما ، أقسِماه واعزلا منه لي ولكما قالت ( فاطمة عليهاالسلام ) ، لك ثُلثُه ، وليكن الناظَر في الباقي عليُ بن أبي طالب عليهالسلام ، فبكى رسولُ اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وضمّها إليه وقال : موفّقةٌ رشيدةٌ مهديّةٌ مُلهمَة.
يا علي ، قل في الباقي.
قال : نصفُ ما بقي لها ، ونصفٌ لمن ترى يا رسول اللّه.
______________________________________________________
(٥٣) في المصدر ، قال : وعقر الجمل؟ قال : قلت ، وعقر الجمل ، قال : وإن وقع؟ قلت ، وإن وقع في النار ، وإستطراد الوقوع في النار ، إشارة إلى انّه لا تكتفِ في منع الجمل عن الحركة بشيء غير العقر حتّى إذا أصابته النار وكان في معرض الهلاك.
(٥٤) المباينة ، المفارقة ، والبائن من الطلاق ما لا رجعة فيه ، أي طلّقهما.
(٥٥) الطرف ، ص ٣٦ ، وعنه البحار ، ج ٢٢ ، ص ٤٨٨ ، ب ١ ، ح ٣٣.
(٥٦) الحنوط ـ بفتح الحاء ـ ، هو الطيب الذي يوضع للميّت خاصّة.