سورة النجم
مكية ثنتان وستون آية وثلاثمائة وستون كلمة وألف وأربعمائة وخمسة أحرف
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(بِسْمِ اللهِ) الذي أحاط بصفات الكمال (الرَّحْمنِ) الذي عمّ الموجودات بصفة الجمال (الرَّحِيمِ) الذي خص أهل ودّه بصالح الأعمال.
(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (١) ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى (٢) وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (٣) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحى (٤) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (٥) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى (٦) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى (٧) ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (٨) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (٩) فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (١٠) ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى (١١) أَفَتُمارُونَهُ عَلى ما يَرى (١٢) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى (١٤) عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (١٥) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشى (١٦) ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى (١٧) لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى (١٨))
(وَالنَّجْمِ إِذا هَوى) قال ابن عباس في رواية العوفي : يعني الثريا إذا غابت وسقطت وهوت مغيبة ، والعرب تسمي الثريا نجما ، وجاء في الحديث عن أبي هريرة مرفوعا «ما طلع النجم قط وفي الأرض شيء من العاهات إلا رفع» (١) وأراد بالنجم الثريا ، وقال مجاهد : هو نجم السماء كلها حين يغرب ، لفظه واحد ومعناه الجمع سمى الكوكب نجما لطلوعه وكلّ طالع نجم يقال : نجم السن والنبت والقرن إذا طلع.
وروى عكرمة عن ابن عباس أنها ما يرجم به الشياطين عند استراقهم السمع وقال أبو حمزة الثمالي : هي النجوم إذا انتثرت يوم القيامة وقيل : المراد بالنجم القرآن سمي نجما لأنه نزل نجوما متفرقة في عشرين سنة ويسمى التفريق تنجيما والمفرّق منجما هذا قول ابن عباس في رواية عطاء ، وقال الكلبي : والهوي النزول من أعلى إلى أسفل وقال الأخفش : النجم هو النبت الذي لا ساق له ومنه قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) [الرحمن : ٦] وهويه سقوطه على الأرض.
وقال جعفر الصادق : يعني محمدا صلىاللهعليهوسلم إذا نزل من السماء ليلة المعراج والهوي النزول يقال هوى يهوي هويا والكلام في قوله تعالى : (وَالنَّجْمِ) كالكلام في قوله تعالى (وَالطُّورِ) حيث لم يقل والنجوم والأطوار وقال : (وَالذَّارِياتِ) [الذاريات : ١](وَالْمُرْسَلاتِ) [المرسلات : ١] كما مر.
__________________
(١) أخرجه بنحوه أحمد في المسند ٢ / ٢٨٨ ، والحاكم في المستدرك ٣ / ٩٠ ، والمتقي الهندي في كنز العمال ٢١٥٩٩.