سورة الانفطار
مكية ، وهي تسع عشرة آية وثمانون كلمة وثلاثمائة وسبعة وعشرون حرفا.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(بِسْمِ اللهِ) الذي خلق كل شيء فقدّره تقديرا (الرَّحْمنِ) الذي دبر الكائنات تدبيرا (الرَّحِيمِ) الذي أرسل رسوله للخلق نذيرا.
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (٨) كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (٩) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ (١٠) كِراماً كاتِبِينَ (١١) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ (١٢) إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ (١٦) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩))
(إِذَا السَّماءُ) أي : على شدّة إحكامها واتساقها وارتفاعها (انْفَطَرَتْ) أي : انشقت لنزول الملائكة كقوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) [الفرقان : ٢٥].
(وَإِذَا الْكَواكِبُ) أي : النجوم الصغار والكبار كلها الغراء الزاهرة المتوقدة توقد النار المرصعة ترصيع المسامير (انْتَثَرَتْ) أي : تساقطت متفرّقة ؛ لأنّ عند انتقاض تركيب السماء تنتثر النجوم على الأرض.
(وَإِذَا الْبِحارُ) المتفرّقة في الأرض وهي ضابطة لها أتم ضبط لنفع العباد على كثرتها (فُجِّرَتْ) أي : فتح بعضها في بعض فاختلط العذب بالملح وزال البرزخ الذي بينها فصارت البحار بحرا واحدا وروي أنّ الأرض تنشف الماء بعد امتلاء البحار فتصير مستوية. وهو معنى التسجير عند الحسن في قوله تعالى : (وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ) [التكوير : ٦] وقال هنا : فجرت بغت.
(وَإِذَا الْقُبُورُ) أي : مع ذلك كله (بُعْثِرَتْ) أي : قلبت ، يقال : بعثره وبحثره بالعين والحاء. قال الزمخشري : وهما مركبان من البعث والبحث مع راء مضمومة إليهما ، أي : فهما بمعنى ، والمعنى : قلب أعلاها أسفلها وقلب باطنها ظاهرها ، وخرج ما فيها من الموتى أحياء ، وقيل : التبعثر إخراج ما في بطنها من الذهب والفضة ، ثم تخرج الموتى بعد ذلك ، وجواب إذا أوّل السورة وما عطف عليه.
(عَلِمَتْ نَفْسٌ) أي : كل نفس وقت هذه المذكورات ، وهو يوم القيامة (ما قَدَّمَتْ) من عمل