سورة الفجر
مكية ، وقيل : مدنية وهي تسع وعشرون آية وقيل : ثلاثون آية ومائة وتسع وثلاثون كلمة وخمسمائة وسبعة وتسعون حرفا.
بسم الله الرّحمن الرّحيم
(بِسْمِ اللهِ) الملك المعبود (الرَّحْمنِ) الذي عمّ خلقه بالكرم والجود (الرَّحِيمِ) الذي سدّد أهل عنايته بفضله فهو الحليم الودود.
(وَالْفَجْرِ (١) وَلَيالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ (٦) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ (٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (١٤))
وقوله تعالى : (وَالْفَجْرِ ،) أي : فجر كل يوم قسم كما أقسم بالصبح في قوله تعالى : (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) [المدثر : ٣٤](وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) [التكوير : ١٨] وقال قتادة : هو فجر أوّل يوم من المحرّم تتفجر منه السنة. وقال الضحاك : فجر ذي الحجة ، وقيل : ذلك على مضاف محذوف ، أي : وصلاة الفجر. وقيل : ورب الفجر وتقدّم أنّ الله تعالى يقسم بما شاء من مخلوقاته.
واختلف في قوله تعالى : (وَلَيالٍ عَشْرٍ) فقال مجاهد وقتادة : هو عشر ذي الحجة. وقال الضحاك : هو العشر الأوّل من رمضان. وعن ابن عباس : أنه العشر الأخير من رمضان. وعن يمان بن رباب هو العشر الأوّل من المحرّم التي عاشرها يوم عاشوراء ، ولصومه فضل عظيم.
فإن قيل : لم ذكر الليالي من بين ما أقسم به؟ أجيب : بأنّ ذلك للتعظيم.
(وَالشَّفْعِ ،) أي : الزوج (وَالْوَتْرِ ،) أي : الفرد ، وقيل : الشفع الخلق كلهم قال الله تعالى : (وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً) [النبأ : ٨] والوتر هو الله تعالى قاله أبو سعيد الخدري. وقال مجاهد ومسروق : الشفع الخلق كله ، قال الله تعالى : (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ) [الذاريات : ٤٩] الكفر والإيمان ، والهدى والضلال ، والسعادة والشقاوة ، والليل والنهار ، والسماء والأرض ، والبر والبحر ، والشمس والقمر ، والجنّ والإنس ، والوتر هو الله تعالى (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) [الإخلاص : ١]. وقال قتادة : هما الصلوات منها شفع ومنها وتر. روى ذلك عن عمران بن حصين مرفوعا وعن ابن عباس الشفع صلاة الغداة والوتر صلاة المغرب. وقال الحسين بن الفضل : الشفع درجات الجنة لأنها ثمان والوتر دركات النار لأنها سبع دركات. سئل أبو بكر الوراق عن الشفع والوتر فقال :